الثلاثاء، 18 يوليو 2023

قصيدة تحت عنوان{{عُدت إليكِ}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبرى}}


عُدت إليكِ
______________________________

     عُدتُ إلَيكِ
فَعَادَ  قَلبِي  حَيثُ  كَانَ
عَادَ  الَليلُ  مُبتَسِما عَادَ
     النهَارُ نشوَانَ
رَقتْ  دفَاتِرِي  بَعدَمَا
   أعلنت العِصيَان
عَادَ  شِعرِي  يُرَتلُ  بَعدَ 
     مَاكانَ هَذَيَانَ
عُدتُ  ليُسكِرني صَوتك
  ويَملأ دفئُكِ المكَان
فَعُودي  عُصفُورتي لِنَشدو
    فِي لَيلِي ألحانَا
مَنْ مِثلِي في الدُنيا اليَوم 
لاَ طَير  مِثلي ولاَ زَهر
       ولا إنسَان
     لاَ تَحزني  أبَدًا
 فَحُضنُكِ  عُشي الآمِن
وفي عَينيكِ أنتِ العُنوَان
    يا امرَأةً من عَسجَد
تَنتَفِضُ الآرضُ لِانتفَاضتي
     وثَورَتِي  كَالبُركَان
عُذراً وأنتِ أرضي أهمَلتُكِ
     وتَركتُ الوردَ ظمآنا
جَففي دمُوعَكِ صَغِيرتي
 وابتَسِمي فحُزنُكِ بِقَلبي
        آلامُ وأحزَان
عُدتُ إلَى  أنهَارِ شَفَتَيكِ
        فَاسقِيني
عُدتُ  بينَ يَدَيكِ وبِيَديكِ  
         ارقِيني
واحمِلْيني  يَامَن  تَحمِلْي
     حَنينَ الأرضَ لِي
   وصِفي لي كَيفَ كُنتِ 
وكَيفَ  أصبحتِ  الآنَ
وامحِي ارتعَاشَتِي بينَ يَدَيكِ
    وامنَحيني الدِفءَ
أقسمتُ عَليكِ بِالذِي أحيانا
       دَعِيني أرتَدِي
أثوَابَ الشَوقِ عَلى صَدركِ
      ألوَانا وألوَانا
واستَنشِق  عِطركِ  طَويلاً
      بعدَ اختنَاقي
  لِتَنمو  الفَاكِهَة  ويَنمو 
      ويَنمو الريحَان
لاَتَظُنْي  أني  نَسيتُكِ  كَيفَ
أنسَى  مَن  عَاشَت  بِقَلبي
    وسَكنَت  الوِجدَانَ
مَن سَقَيَت حقُولي حِينَ
         جَفت
وعَلى  يَدَيها  كَانَ رَبيعي
 في تَمُوز مِثلَ  نِيسَان
مَهمَا  حَلقتُ  بَعِيدا  أذكُرُكِ
        أورادَ  يَومي
وأزدَادُ وأزدَادُ بِحُبُكِ إيمَانَا
   وتُحَاولُ ألفُ يَدٍ قَتلي
 حِينَ أحُطُ  على  الشُطآن     
 يَحملَني الخَوفَ إلى عَينَيكِ
   تَمنَحيني قوةً وأمَانَا
 بَيني  وبَينكِ  مَاهوَ  أكبرُ
    مِن الحُب والأيام
  يَربُطنَا  شيءُ  ولا نَعلمهُ
يعلمهُ  الذي  خلقَنَا  وسوَانَا
لاَ تَخافي مهما غِبتُ يَاصغِيرتي
             عَنكَ 
ولاَ تَقُولي أنَ حُبكِ يوما هَانَ
  الطيورُ تَجوبُ سمَاءَ الدنيا 
      ولاَ تنسى صغَارها
ولاَ تَضلُ مسكَنهُم مهما كانَ
كيفَ أنسَاكِ وأنتَ مَسكنكِ
        القَلبُ والشُريان
         تَعَالي  حَبيبَتي  
لِأعُودُ  على  العَرشِ  سُلطانا
أملُكُ البِحَارَ  والكُنوزَ في يدٍ
وفي الأخرى أشجَار البَيلسَان
    سَأعُودُ مزهوا مُنتَشِياً
 كَفَارسٍ في زمَانٍ بِلا فرسان
 سَيعُودُ مَذَاقَ  قهوتي  ويَعُودُ
   الليلَ  مُشتَعلٌ والنهارُ 
          بِشَوقٍ يَلقَانَا
سَتعُود  بسمَتي التي طُعنت
      بِهجرٍ كم أبكَانَا
    وأغاني  العصَافير
  وتُورقُ  الأزهارُ   بِلُقيَانا
     ويَعودُ كُل جميل 
فَإني عُدتُ للتي  على يدَيها
      أصبحتُ إنسانا
ويسألوني لمَ  تَفرحُ  وتُهللُ؟
     معذرون لَم يَتذَوقوا
      فرحةُ  المُغتَربِ 
  حينَ  تحتَضنهُ  الأوطان
                   
_________________________________

حسام الدين صبرى/ 

ليست هناك تعليقات: