الجمعة، 28 يوليو 2023

قصيدة تحت عنوان{{عُودي كَما كُنت}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبري}}


عُودي كَما كُنت
__________________________ 
عُودي  كَمَا كُنتِ  عُودي
   امرأةُ من.طِين
عُودي كَأساً رخيصاً لَذَّةً
 لَذَّةً لِكُلِ الشَارِبين
للراقي والأحمق  للفَقِيهُ
   والجَاهل عُودي
عُودي قصراً لِكُلِ الضَائعِين
        لم تعُد 
 تَسعُك  دفاتري. فَأينَ
بعد  اليومِ  سَتسكُنين
ماتت قصائدي وهيَ بِكرٌ
        كَفنتُها 
وشَيعتُها  بصمتٍ حزين
     المَوتُ خيرٌ لَها 
والتَشرُدُ  نعمةً إنْ  كانَ 
         المأوى
قلباً بِلا مذهَبٍ وبلا دين
انزعي عن جِلدكِ أثوابي
         النَقِية
 فلا تُبقني  ولاتَبقين
إني كتبتُ السطرَ الأخير 
فلا يَعنيني ماذا ستَكتُبين
      عُودى نَجمةً
تلمعُ في أعيُنِ  المُغيَّبِين
        عودي قصةً
تَخُطها يدٌ وتمحوها يدٌ
          عودي
فَالليلُ  مليءُ  بالعَابِثين
عُودى  حديقةً  بلا أسوارٍ
         مفتُوحةُ
فَالأرضُ مليئةُ بِالجَائعين
اليوم ياقِطتي وهبتُكِ 
          الحُرية
 على  بَابي  لاَ لاَ تَقفين 
          لم يعُد 
لكِ  في  الصدرِ  شيءٌ
وفي محرابي لاَ تَشفعُ دموعاً
         فلا تَبكِين 
انطفأت كُلَّ شموعِ المغفِرة
        في عَينَيكِ
واغتَربَ القَلبُ في المجهول
        فلا تَبحثين
اليومَ  أوقفتُ نزيفَ أيامي
 وحرقتُ  جميعَ  أشعاري
  حتى الحُبَ والحَنين
قَد نَزفت العُمرَ عِشقًا وأنتِ
       وأنتِ تَسلُبين
وكَم بَكيتُ  فوقَ قصَائدي
     وأنتِ تَضحكِين
     عوي حيثُ كُنتِ 
أنَا أرضي طَاهرةُ ولَن تكُن
       يومًا للخَائنين
ونهرُ حُبي مُقدسٌ فبأيُ عينٍ
      تَعُودين وتشربين
لاَ تَختبئي في رِداءِ الدموعِ
        قد نزعتِ
   ثوبَ البرائةِ والطُهرِ 
فأيُ دورٍ  تُمثلينَهُ آلاَ تَستَحين
      ياصَاحبةَ الكأس
 إني  شَبعتُ  إني اكتَفيتُ
  إن  كانَ  الخَيطُ  الأسود
      بِعَينَيكِ موصُولا
 فأنا  اليومَ  منَ  الصَائمين
    وإن كنتِ فِتنةَ العُمرِ
أنا اليوم من التَائبينَ.الزاهِدين
 اليوم يومُ الحقيقة فلمَاذا
      لمَاذا أنتِ  تُنكِرين
    أيُ كأسٍ لَعبَت برأسكِ 
ومِن أي خمرٍ الآن ترتَشفين
     قد  أُسدِلَ الستار
  وانصرفَ  النَاسُ جميعاً 
  فَماذا  خَلفَ  الكواليس
          تنتظرين 
 التهبَ  المسرحُ  تصفيقاً 
    وهنأتُكِ على الدَور 
 ماذا  بعد  أنتِ  تُريدين
       ياعُصفُورتي
  ضاقَ  بكِ برَاحُ  صَدري
وضاقت بكِ الضلوع فكيفَ
 في أوردتي يومًا ستُحلقين
ياسيدتي  أفيقي  أنتِ الآن
     في عِدادِ المَيتين
 رحمَ اللهُ رحمَ الله  قلباً 
  كنتُ  أظُنهُ  وفياً ومنَ
          العَاشقين
_______________________
حسام الدين صبري

/ أخر ماتبقى من الشعر 

ليست هناك تعليقات: