- سَلوا كؤوسَ الطلا -
سَلوا كؤوسَ الطلا عن مَبسمٍ
لامسَ بالشفاهِ شرابَ المندرينا
تثائبتْ روحٌ كانت فيها عليلةً
وأفاقَ صبحٌ من أنفاسِ الزاهدينَ
وليلٌ مشبعٌ مِن خمرةِ الحُبِّ
تهادى على عتباتهِ همسُ الغائبينَ
وسَجّادةٌ صلّى عليها زاهدٌ
فأزهرت مِن أنفاسهِ الياسمينَ
كؤوسٌ مُلِئتْ من رضابٍ سالَ
مِن شفتيّها فأسكرً الساهرينَ
بكتْ مِن لحظها دمعةً ودمعةٌ
سالتْ على الخدّينِ أحجاراً ثمينة
تهادى على فراشها حلمٌ أرّقها
فتعلَّلتْ بصبحٍ نائمٍ حزينَ
وأيقظها حينَ لامسَ يدها
بوحٌ حرَّكَ في داخلها السكينة
لا تسألوا الكؤوسَ وهي مُترعةٌ
ففي صفاءها يحلو الحنينَ
ويشدُّنا إليها عطرُ أنفاسها
وتارةً يحرقنا طولُ السنينَ
للبدرِ سحرٌ يُفقدُ الليلُ ظلمتهُ
وما يُدريناالشمسُ تُذهبُ الوسنَ
لعلَّنا مع الأقمارِ نصبحُ أنجماً
وتضيءُ دربنا شموعٌ ورياحينَ
مالنا والعشقُ أتلفَ بعضنا
وسقانا مرَّ العذابِ وهمُّ الأنينَ
يا قلبي وإن شربت كأسَ الهوى
فلا تجزع للنائباتِ ولا تستكينَ
وتسلّح بالحُبِّ فإنه شريعةٌ
لكلِّ مَن شربَ خمرةَ المحبّينَ
صفوح صادق-فلسطين
١٨-٨ -٢٠٢٣.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق