الأربعاء، 23 أغسطس 2023

ج(الرابع) من قصة {{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


 (في عتمة الحافلة)

   سلسلة قصصية 
  "الموسم الرابع"
         ٢٠٢٣
------------------------------------------------------

    -٤-
  جموح

وقفت صامتا لدقائق أمام تلك المرأة الساحرة حتى أخرجني توني من صمتي قائلا:
-الخادمة  ياسيدي ؛جمانه ،أتأمرني بشيء أخر؟
- لا لا أشكرك .
غادر توني وقلت :
-تفضلي ياجمانه ؟
دخلت جمانه وأغلقت الباب ،نظرت إليها نظرة مطولة متأملا كل ما تمتلك من جمال وقوام ومفاتن .
شعرت بذاك الحياء المفتعل الناتج عن الثقة بامكانياتها وقالت :
-أتأمرني بشيء ياسيدي؟
تفرستها بنظري ثانية  ثم إبتسمت إبتسامة فهمت معناها بسرعة ،استدرت ومشيت نحو مقعدي المفضل في وسط الصالة بينما كانت تمشي ورائي .
ثم إستدرت إليها ثانية وقلت لها:
-نعم ..أريد؟
-أنا تحت أمرك ياسيدي .
-أرقصي لي؟
-م..ماذا ياسيدي.
-ألم تسمعي ..قلت أرقصي لي؟
-ل..لكن ...
-الا تجيدين الرقص؟
تخلصت من الحياء وقالت بثقة:
-بل أجيده..وببراعة ياسيدي؟
-هذا جميل جدا...إذا هيا .
-لكن أين الموسيقى التي سارقص عليها ياسيدي ؟
-هذا صحيح .
ثم أمسكت بجهاز التحكم ووجهته نحو الجدار،وظهرت اللوحة  وإخترت معزوفة راقصة ،وإنبعثت الموسيقى ..ضحكت جمانه ضحكة ساحرة وبدأت بالرقص.
بعد ذلك فاجئتها بتغيير الموسيقى بموسيقى أخرى رومنسية هادئة ،نهضت واقتربت منها وأحطت ذراعي بخاصرتها وأمسكت بيدها وبدأت بمراقصتها.
ماأن إنتهت الرقصة حتى ملت عليها وقبلتها بنشوة وأنا أتذكر رفض زوجتي ثريا القبلة بسبب وضعي الصحي .
جمانه لم تمانع ،بل شعرت بأني اعرفها منذ سنوات ؛ ثم حملتها ومشيت بها تاركين غرفة الجلوس     .      .      .     .     .     .     .      .      .      .      .      .     .     .
*     *     *     *     *     *     *     *     *      *     *
مرت أيام على تلك العلاقة الكاملة التي ربطتني بجمانه ،بل وكانت الصدفة التي خدمتنا بها الأقدار ،بأن تتصل بي ثريا لتعتذر لي بأنها مضطرة للتأخر هناك  عدة أيام أخرى لظروف العمل .
لكن لابد من أن تنتهي رحلة عملها، وكان اليوم الذي عادت به زوجتي ثريا من سفرها ،بينما كنت أجالس جمانة ونحتسي الخمر معا ونتناول الفاكهة ،قرع الجرس ..قلت من خلال المايكروفون:
-من ؟
وجاء صوت ثريا :
-أنا ثريا ياعزيزي ،هلا فتحت  الباب؟
نهضت ..توجهت إلى الباب ..فتحته ،فكانت ثريا أمامي في كامل زينتها وأناقتها التي تمنحها دائما لعملها وظروف البزنس ،"وليس لي "وقالت :
-صباح الخير ياعزبزي؟
-صباح الخير. 
لم أحاول محاولة يائسة مثل كل مرة لتقبيلها، ربما لأني وجدت البديل ،أو أني قد إكتفيت ؛ لم أجد أي تفسير لمشاعري هذه المرة.
حتى هي لم تبادر بتقبيلي ولو بقبلة سريعة ،قبلة شوق..قبلة محبة ..قبلة ود.." وتستغرب  بعض النساء  لماذا يقدم بعض الرجال على  الخيانة "
لكنها أعطتني هدية مغلفة وقالت :
-هذه لك ياعزيزي قد تساعدك في  إشغال  أوقات فراغك ،أرجو أن  تنال اعجابك؟
تركتني ودخلت إلى الصالة كما وأنها تنتهي من مهمة موكلة إليها في عملها ،قمت بفتح الهدية، وكانت لعبة أتاري  حديثة،إبتسمت ساخرا وقلت :"لعبة أتاري لرجل بعمري ،كم أنت ساذجة يازوجتي الحبيبة!!" ألقيت بها على إحدى الطاولات القريبة،
ولحقت بها ..رأيتها تقف متجمدة كالتمثال ..كانت كما وأنها رأت شبحا وهي تقف أمام جمانه ،أخيرا قالت موجهة الكلام لها:
-اللعنة...من أنت ؟
أجابت الخادمة :
-أنا الخادمة ياسيدتي؟
ثم نظرت إلي وقالت وهي لاتزال ثائرة:
-خادمة ..ومن الذي احضرها ؟
-عجيب أمرك ألم تطلبي من توني احضارها لخدمتي.
وبسرعة طلبت توني من خلال مايكروفون الباب تحدثه ثائرة :
-توني ..عليك اللعنة تعال بسرعة؟
وجاء صوته:
-حاضر سيدتي؟
وعندما حضر توني قالت له موبخة:
-ماهذا ياتوني ،أطلب منك وسيلة لتسلية زوجي في غيابي، تقوم بإحضار أمرأة له؟
-أنا آسف ياسيدتي لقد اعتقدت بأنك تطلبين له خادمة.
-لو كنت أريد إحضار خادمة لقلت لك ذلك أيها الأصم ؟
-لكن ماذا تريدينني أن أحضر له ياسيدتي .
-هل سأوضح لك دائما..حسنا ..مثلا ريبوت ..حيوان أليف ..ألعاب أتاري ،أتريد توضيحا أكثر؟
-لقد فهمت ياسيدتي.
-هذا جيد بأنك فهمت أخيرا؟
ثم نظرت إلى الخادمة نظرة من أسفل إلى أعلى  والشرر لازال يتطاير من عينيها وقالت ساخرة:
-خادمه ؟
وصل توني ..فتحت ثريا له الباب ،وقالت :
-تفضل ياأستاذ توني؟
ثم قالت موجهة الكلام لها:
-هيا اخرجي من هنا ؟
ثم قالت موجهة كلامها لتوني:
-أعطها أجرتها وأصرفها بسرعة ،لا أريد رؤيتها هنا؟
*     *     *     *      *      *     *     *     *     *     *     *  
وسط ثورة ثريا لم يخطر في ذهنها أن تعرضني على طبيبي ،وقد نسيت حتى موعدي  بالبروفيسور،
وقد يعود  ذلك لسبب أنها لم تتوقع حدوث أي شيء بيني وبين جمانه ،أو أن غضبها وإنشغالاتها الكثيرة قد أنستاها ذلك.
بعد مضي أيام أعدت ثريا نفسها للسفر من جديد لعدة أيام أخرى، وقبل سفرها أحضرت مجلة لآخر مبتكرات الروبوتات، واعطتها لتوني وقالت له :
-إختر ريبوتا مناسبا لخدمة زوجي،لاأريد أي إنسي دخول المنزل غيرك ..أتسمعني؟
قال :
-حاضر سيدتي؟
بعد  سفرها طلبت توني ،وعندما حضر أخذت منه المجلة وبدأنا بتصفحها معا ،وشاهدت أشكال ونماذج الروبوتات وانواعها ومزاياها،وأخر ماتوصل إليه العلم بهذا الشأن، حتى وقع نظري على صورة  لأمرأة رائعة الجمال ،وقلت له:
-ومن هذه المرأة..أهي خبيرة ريبوتات؟
ضحك وقال:
-لا ياسيدي بل هذه ريبوت أيضا ،لكنها متطورة لتلبية الرغبات والاحتياجات ؟
-اتقصد أنها بديل  عن..
-نعم نعم هكذا؟
-شيء رهيب حقا.
-وعندما تتعامل معها لن تصدق بأنها ريبوت ؟
نهضت من مقعدي وتوجهت إلى غرفتي وعدت ومعي رزمة أوراق نقدية وقلت لتوني :
-خذ هذه لك ياعزيزي توني؟
-لماذا ياسيدي.
-لأني احببتك؟
-لكن هذا مبلغ كبير ياسيدي. 
-لكنك تستحقه فخذه ودون جدال؟
-أشكرك ياسيدي. 
ثم وضعت اصبعي مشيرا له إلى  صورة ريبوت المرأة وقلت له:
-أريد هذه ياتوني؟
-حاضر ياسيدي، في الحال ..سوف أتصل بالشركة الأن .

(يتبع...)
تيسيرالمغاصبه 
٢١-٨-٢٠٢٣

ليست هناك تعليقات: