مَا بَالُ قومي ..
مِنْ واقِعٍ أخْطو به متعثّرا
ما كُنْتُ يَوْمًا شاكيًا مُتَضجّرا
أهو امتحانٌ وابتلاءٌ يا ترى
أتَعَمّدَتْ أقْدَارنَا أنْ تَقْهَرا
ما بَالُ قَومي والعَدوّ ببابهم
وكأنّهُمْ عِقْدٌ هَوَى فتَبَعْثَرا
أبْنَاؤنا فِتَنٌ تُفَرّقُ بينَهم
يتناحرونَ كأنّمَا جنّ الورى
صرنَا شَتَاتًا مُذْ تَفرّقَ شَملنَا
قَدْ نَلْتَقي والكلّ يحمل خِنْجَرا
ما من بقَايَا عزّةٍ تحْدُو بِنَا
لزوالِ حقدٍ (غصنَ وحدتنا برى )
أسَفي على قومي أضاعوا مَجْدَهُمْ
فَلَقَدْ رَجَعْنَا للوراء تَقَهْقُرا
هذي فلسطين استُبِيحَتْ أرضها
والشّوكُ ينمو في الرُّبَا وتجذّرا
والقدْسُ عتّمتِ الهمومُ سماءها
صهيونُ فيها قَدْ طغَى وتجبّرا
يا معشَرَ الأحْرارِ هذي قدسُكُمْ
والتّينُ والزّيتُونُ فيهَا أثْمَرا
كمْ قَدْ صَبِرْتُمْ والنّفاقُ يحوطُكُمْ
مليون قهْرٍ فَوْقَ قهْرٍ عَمّرا
ويئستموا إِذْ تَنْقَضي أيَّامُكُمْ
شَكوى لِمَنْ لا يومَ يَسْمَعُ أوْ يَرَى
ظُلْمٌ تمادى والحيَاةُ مَوَاجِعٌ
والحقُّ من يأسٍ كبَا وتعثّرا
أيكونُ إرْهَابًا إذا قلنَا كفَى
وإذا رفعنا كي ندافعَ خِنْجَرا
ماذا جرى فالكلّ صار يلومنا
غَرْبٌ وعُرْبٌ قَدْ رأوا أن نصبرا
في غزّة احْتَشَدَتْ قلوبٌ حرّةٌ
قَدْ كسَّرَتْ كلَّ القُيُودِ لتعبرَا
اليَوْمَ لبَّى أهلُهَا أغلى ندا
والسّهْمُ قَدْ صابَ العدوّ وكدّرا
غَضَبُ الغُزَاةِ وقدْ أثرنَا حنقَهُم
قَدْ صار موجًا عارمًا وتفجّرَا
واليَوْمَ غزّة يهدِمُونَ سُقُوفَهَا
وصراخها أمسى صدى متكرّرا
عصَفَتْ بنا ريحّ انتقامٍ مزّقَتْ
أوْصالنا ودماؤنا رَوَتِ الثّرى
أمَمٌ رأتْ أمنَ القَويّ مهدّدًا
هَبّتْ لتنْصُرا ماردًا متجبّرا
الذّئبُ يضربُ والضّباع تحوطه
فاليومَ مَدْعومًا أتَى كي يثْأرا
حكّامُنَا قَدْ ندّدوا مَا هدّدوا
مَا من أسودٍ بينهم كي تزْأرا
والصّامتون عنِ الجرائمِ أجْرَموا
قَدْ أخْرَسوا صوتًا علا متضجّرا
أبناء غزّةَ بالحياةِ تكرّموا
وأمَامَهُمْ دربُ الشّهادة أزْهَرا
رفا الأشعل
على الكامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق