أيتها العصية عن التأويل
أيتها المنسية في أزقة أدق التفاصيل
أيتها الحاملة على كتفك ذلك العبء الثقيل
أيتها العابرة ثقوب اليقين إلى المستحيل
وحدك قابعة هناك تقاومين همهمات الرعد
تنصتين لفحيح وعد
ظل يردد على مسامعك أما بعد
أنت لا تدركين أن الأقنعة
قد تساقطت قبل أن يأتي تشرين
أنت لا تدركين أن القسم
منذ مدة قد أنهزم وحنث اليمين
أنت لا تدركين أن الشرف
ما عاد موجودا وقد تمرغ في مهانة الطين
رغم أني أمتلك بين الضلوع
قلب يكتظ بالأمنيات
لكني كافر وبكل اللغات
بكل العمائم والتمائم والطلاسم
بكل الخطابات والعظات والهتافات
كافر بإوطان قد عز فيها المطر
وجف فيها الزرع والثمر
كافر بإوطان ما عاد فيها معنى للحجر
كافر بإوطان صارت بحضرتك
نقطة عديمة الفائدة متناهية الصغر
أيتها المعفرة بالندى
قد ذبجني رجع الصدى
وما عدت أميز
بين الصلاة والصلاة
ما بين القطيع والرعاة
ما بين المغدورين والجناة
ما بين الضوء والعتمة
ما بين الحروف والكلمة
عكاظ صار أضحوكة بين الأسواق
حدائقه قاحلة قصائده معلبة
غير طيبة المذاق
نخاسة وسمسرة وعمالة
والمنبر محض رياء ونفاق
يا سيدتي
لربما تسقط دمعة من الأحداق
لربما ينتفض حرفا كان
يبكي دمه المراق على الأوراق
أسألك سيدتي وأنت وحدك العارفة
كيف تكون ردات الفعل
هل تضاحل الدين الى الظل
هل سدت الأبواب وصدأ القفل
هل رد السلام ما عاد بالمثل
هل حقا إنقرض العرب
هل حقا كان كافر أبي لهب
هل حقا أن الشرف كان عديم النسب
رغم أن الغبار حاصرك من كل صوب وحدب
أحبسي الأنفاس وأرقبي الشفق عن كثب
ستشرق شمسك من جديد لهذا السبب
بعد رعود وبرق الأقدار
سيأتي صيف قائظ حار
يذيب الصمت الغافي في أعماق الأبار
وينهي من عينيك تساقط الأمطار،،،
،، شريف القيسي ،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق