الاثنين، 9 أكتوبر 2023

قصيدة تحت عنوان{{و صليتُ وحدِي}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل درويش}}


و صليتُ وحدِي 
______
و صلّيتُ وحدِي ...
صلاةَ الجماعةِ 
كنتُ شقيَّاً ؛ غمرتُكِ عَشْرَا ...!!
تسللتُ فيكِ  ، عبرتُ شَغَافَكِ 
دهراً فدهرَا 
و رتلتُ آياتِ قلبي إليكِ  
قرأتُكِ سِرّاً 
عشقتُكِ جَهْرَا  
سجدْتُ ركوعاً ، ركعتُ سجودَاً 
و صليتُ شَفْعَاً ، و صليتُ وِتْرَا   
تغلغلتُ فيكِ ، كمحرابِ عشقٍ
شربتُ جفونَكِ شوقاً ، و خَمْرَا 
سكرتُ بعينيكِ تقْتُ إليها  
وفيها صلاتي 
تمنَّتْ تكونُ عيونَكِ عُمْرَا 
كَمَنْ جَاءَ منيَ أنتِ و قلبي 
وخفقةُ روحِي ، تناديكِ سَكْرَى 
أنا ما رأيتُكِ تمشِينَ نحوي 
رأيتُ الظباءَ تدورُ بقلبي 
تسيرُ بروحي ، تنفِّذُ أمْرَا 
جنونيَ حلوٌّ ، يُمسِّي عليكِ صباحاً  
فيبدو ، كمَن تاهَ  بَحْراً
و تاه بصحرا
سألتكِ : تأتينَ  عمريَ عِشْقاً  ...؟
أجبتِ بأنكِ جئتِ هياماً 
و جئتِ مُدَاماً  
و جئتُكِ نثراًِ  ، و جئتُكِ شعرا
انا ما عرفتكِ إلا عيوني 
و إلا جنوني 
تعالَي أقبّل خدَّكِ ضمَّاً 
أقبّلُ عينيك ِ  ، لثماً و غَمُرا 
أنا ما رأيتُكِ إلا صلاتي 
أصلّي حوالَي عيونِكِ ليلاً 
أبوسُكِ فَجْرَا ..!!
رحلتُ إليكِ  
تغلغلتُ فيكِ 
عَرفتُ بأني  شهيقُكِ يبدو 
شريداً ، شهيداً ، و حيداً ، وجَمرا
تأكدتُ أنّي وريدُك يحبو  
كغيمٍ صبيبٍ 
يلاقيكِ دوماً هناكَ فيعلو 
و يجعلُني كالسنونو أغني 
أناديكِ  عشقاً  ، أناديكٍ شوقاً 
عذابَاً ، و قهرَا 
و صليتُ وحدي ، صلاةَ الجماعةِ 
كنتِ إليَّ ، و فيّ وريداً  
و كنتِ  ، جفونَ مآقيَّ سِحْرَا

سهيل درويش  

سوريا / جبلة 

ليست هناك تعليقات: