و صليتُ وحدِي
______
و صلّيتُ وحدِي ...
صلاةَ الجماعةِ
كنتُ شقيَّاً ؛ غمرتُكِ عَشْرَا ...!!
تسللتُ فيكِ ، عبرتُ شَغَافَكِ
دهراً فدهرَا
و رتلتُ آياتِ قلبي إليكِ
قرأتُكِ سِرّاً
عشقتُكِ جَهْرَا
سجدْتُ ركوعاً ، ركعتُ سجودَاً
و صليتُ شَفْعَاً ، و صليتُ وِتْرَا
تغلغلتُ فيكِ ، كمحرابِ عشقٍ
شربتُ جفونَكِ شوقاً ، و خَمْرَا
سكرتُ بعينيكِ تقْتُ إليها
وفيها صلاتي
تمنَّتْ تكونُ عيونَكِ عُمْرَا
كَمَنْ جَاءَ منيَ أنتِ و قلبي
وخفقةُ روحِي ، تناديكِ سَكْرَى
أنا ما رأيتُكِ تمشِينَ نحوي
رأيتُ الظباءَ تدورُ بقلبي
تسيرُ بروحي ، تنفِّذُ أمْرَا
جنونيَ حلوٌّ ، يُمسِّي عليكِ صباحاً
فيبدو ، كمَن تاهَ بَحْراً
و تاه بصحرا
سألتكِ : تأتينَ عمريَ عِشْقاً ...؟
أجبتِ بأنكِ جئتِ هياماً
و جئتِ مُدَاماً
و جئتُكِ نثراًِ ، و جئتُكِ شعرا
انا ما عرفتكِ إلا عيوني
و إلا جنوني
تعالَي أقبّل خدَّكِ ضمَّاً
أقبّلُ عينيك ِ ، لثماً و غَمُرا
أنا ما رأيتُكِ إلا صلاتي
أصلّي حوالَي عيونِكِ ليلاً
أبوسُكِ فَجْرَا ..!!
رحلتُ إليكِ
تغلغلتُ فيكِ
عَرفتُ بأني شهيقُكِ يبدو
شريداً ، شهيداً ، و حيداً ، وجَمرا
تأكدتُ أنّي وريدُك يحبو
كغيمٍ صبيبٍ
يلاقيكِ دوماً هناكَ فيعلو
و يجعلُني كالسنونو أغني
أناديكِ عشقاً ، أناديكٍ شوقاً
عذابَاً ، و قهرَا
و صليتُ وحدي ، صلاةَ الجماعةِ
كنتِ إليَّ ، و فيّ وريداً
و كنتِ ، جفونَ مآقيَّ سِحْرَا
سهيل درويش
سوريا / جبلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق