رسالة لك أنت!
هل ننسى ، كي ننام ؟ أم ننام ، كي ننسى ؟؟؟
ربما ، أنام كي أنسى ، فلا أصل إلى مبتغاي ، فطيفه يطاردني ، حتى في أحلامي ، كل يوم ينتهي وهو في ذاكرتي ، ولكن لا بأس ، سأقول لنفسي ، مثلما قلت بالأمس ، بالتأكيد سأنساه غدا ... غدا سأنسى ، غدا سأشرق كصباح ، أتى بعد ليل طويل من الوجع والذكريات ... ولكن يا سيدي ... لا تظن أبدا أنه أمر هين علي وأن النسيان كحبة دواء فور ابتلاعها يتوقف الألم ؛ ولا تتخيل ولو للحظة ، أنني إذا لبست رداء صمتي ، أنه قد نفذ رصيدي من الكلام ، أو أنني أخاف أن أتكلم وأفصح عما بداخلي ؛ بالعكس تماما ، فأنا لي من الكلام الكثير الكثير ولكنني وببساطة أنتظر أن تتهيأ وتستعد لفهمي فقط .... هذا كل ما في الأمر .. أما النسيان فوالله صعب وجدااا ومؤلم وجدااا ... وأيضا لا وألف لا ... لا أسمح لك بأن تُفسر صمتي على أنه تجاهلا أو إنتقاما ، أنا أصمت فقط ، حين تفقد المفردات معناها ولا يُصبح للكلمات جدوى ؛ أصمت حينما أتأكد من أن ما سأبوح به ألآن قد سبق وقلته ولم يتغير شيء ... أخيرااا وليس آخرا سأخبرك شيئا مهما ... نعم أنا أراه مهما سيدي ، اسمع ،
لم يكن عمري ، الذي قضيته ، كله ربيعا ، فقد تناوبت عليه الفصول الأربعة ، فلفحتني الحرارة بما يكفي ، وتجمدت بصقيع الوجع والفراق ، وتساقطت أوراق أحلامي الواحدة تلو الأخرى ، ولكن لي أمل بأن تزهر حياتي من جديد ، إن بقي لي فيها نصيب ... سيدي ...
ألم أخبرك بأن المسافة بيني و بينك لا ولن تمنعني من احتضانك كل يومٍ ، وكل ساعة ، بل وكل لحظة بدعوة صادقة من أعماقي ... ؟؟؟
ألم أخبرك أن قلبي تعلق بقلبك رغم البعد والمسافات التي تفصل بيننا ... ؟؟؟
ألم أخبرك أنني أُحِبك رغم قسوة قدرنا ؟؟؟
سيدي ... وحبيبي ... وعمري كله ...
الحياة ليست محطة واحدة ولا هي ثابتة ، الإنسان في حالة تغيير مستمرة هذا أمر مفروغ منه ، أما أنافلن أتغير وسأبقى كشجرة الصبار صامدة رغم شحة السماء وشدة الحر وقسوة الأرض ، صامدة وثابتة لا أتزحزح عن مكاني ، سأنتظرك رغم علمي بأن قسوة القلوب أكثر إيلاما من بُعد المسافات ، ورغم كل الظروف الصعبة والقاسية فأنت على ضفاف روحي ماكث ترقبني كروح طاهرة تحرصني وأنا سعيدة بذلك ...
تحياتي يا أغلى من روحي
رفيعة الخزناجي/تونس
#هلوساتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق