الاثنين، 20 نوفمبر 2023

مقال تحت عنوان{{موت " حضارة الإنسانية"}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{حاتم بوبكر }}


موت " حضارة الإنسانية"

تباشر الإنسانية إنكشافا للوجه البشع المتخفّي للحضارة الكونية الإنسانية الغربية بعد عقد من التخفّي والتستّر وراء العناوين الكبرى كالحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية... خلف العولمة. هو ذا الوجه البشع يتبدّى في صورته الحقّة ويعلن عن قبحه وعن انحسار الكوني في جماعة الجهة المقابلة لجهتنا ويحمل معه "موت" فلسفة وفلاسفة لطالما ظننا أنّهم أحرار العالم. هؤلاء نحروا الفلسفة إمّا تقبيحا لمعنى المقاومة أو لجماعة ومنه لوطن يرفع الـ"لا" في وجه الإغتصاب والإحتلال أو تموت صمتا ورضى بما حدث . 
إنّ ما حدث فضح وتعرية لأغراض الإنساني الكوني هذا الذي يرسم أفقنا التعليمي ويسم النزعة التركيبية حيث تظلّ وجها برّانيا تزويقيا لا غير. إنّ ما حدث احراجا مأزقيا انقدح معه الجزئي فاقدا للقيمة والمعنىفي نظر الغير ولكنّني اراه يفتك ويعلن ويسترجع وجوده عنوة وقسرا رغم ما يُكابده، هو ذا يتصدّى لكلّيًّ مزعوم شيّدته حضارة وادّعت أنه كوني والحال أنّه جزئي خاص أو هو اقتصادوي مالي براقماتي. 
هكذا ينكشف الوجه الإقتصادوي الكوني الكهنوتي ويعلن الجزئي عن أحقيته في أن يكون كليا خاصة وأننا نرى أنّ خروجه من حدوده الضيّقة وإدراك الغير المقابل تمّ تلقّيه حدّ الإرتواء فبات الجزئي مثير لأكثري من البشر أمسوا يستجيبون له. إنّ إفلاس الكلّي الإنساني الغربي الإقتصادوي الكهنوتي يموت أمام زخم الجزئي الروحي القيمي ويعلن إفلاسه ممّا هو إنساني. لقد إستحال الجزئي " الغزّي" القيمي حقّا مُدركا من قبل الإنسان يتشوّف فيه الخلاص من عقيدة المادّوي ومن الفراغ الروحي بقي علينا نحن العرب أن نعلي هذا الجزئي ليُدرك كلّيته ولعل هذا الأمر موكول إلى فلاسفتنا وفرصة سانحة لولادة فلسفة إنسانية تُعلي الإنسان كقيمة عليا في زمن إفلاس الفلسفة وخيبات الردود الفلسفية إزاء ما يحدث.

حاتم بوبكر

تونس 

ليست هناك تعليقات: