خاطرة
بقلم✍️شهناز العبادي
ألم المخاض
****************
****
ألم المخاض
تعودت وانا طفلة...
تلفني البراءة...
ألعب على جميل الهضاب
واقفز على تلتي القريبة
الصغيرة
أرسم على التراب...
جميل أحلامي
أصنع بيتا من الأحجار
اجلس أمامه...
هنا غرفة أبوي...
هنا غرفتي...
هنا غرفة الجلوس....
وهناك غرفة الزوار
كبرت... وكبرت أحلامي
ومضت سعيدة ...
دون أن أشعر بوقعها
فجأة... مسرعة...
رياح الدمار... والسموم
تشتد طلقات البعاد الموجع
لأجهض طفل سنيني... النقية وأحلامي ... الوردية
ولادة قسرية من الخاصرة
انتزعوا جنين السنين
وألم يعتصرني... يقتلني
دوي رصاصة واحدة
الغادرون لم يرحموني
جريت حافية القدمين
لا أعرف أين أتجه
إلى أين ... أمضي...
دون وجه... دون بوصلة
باكية... لاهثة
في صحراء الزمن
دون متاع سفر... دون زاد
لا أعرف أين رست عائلتي!
أين باتوا...؟
تحت اى شراع أخذتهم الريح؟
هل أمتطوا صهوة الأمواج؟
هل ذاقوا الغربة...
هل لازالوا سالمين
هل التهمهم البحر... وأضاعهم
لا زال نزف الولادة ناضحاً
دون انقطاع
نهيم على وجهنا في كل البقاع
أصبحنا في ديار لانعرفها
لم نفكر يوماً بها..
ولم تزرنا في حلمنا... حتى
غرباء في عالم من الدهشة وجوهنا... باهتة دون ملامح
يتعذر علينا لسان حالنا
الإفصاح عما بداخلنا
لا الكلام كلامنا ولا الدم دمنا
لا الدار دارنا ولا الجار جارنا
تحت كل نجمة ترى
واحداً منا
الأبوان بعيدين عن ابنائهم
الأخوة تفرقت مضاجعهم سفر...كل يوم يفرقهم
أحزان تجمعهم
تمضي السنين يوماَ
بعد يوم
أيا ليل الغربة الطويل
كفاك آنيناً...كفاك آنيناً
إنها ولادة قسرية...
سطرها الزمن
على جبين أيامي
وأنا وأنتم... وأهلي
لازلنا في ألم المخاض
مستمرين...
رحماك ربي اللطف بنا
كما فرقتنا... أجمع شملنا
إنك قادر على كل شيء
يارب العالمين.
بقلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق