الأربعاء، 27 ديسمبر 2023

قصة قصيرة تحت عنوان{{البحارة الصغيرة}} بقلم الكاتبة القاصّة العراقية القديرة الواعدة{{مها حيدر}}


 البحارة الصغيرة

 
وصل الطائر المهاجر إلى ( البصرة ) وتحديدًا ( شط العرب ) الذي يحتضنها ويسقي بساتينها الجميلة بنخيلها وأشجارها المثمرة ، والذي يتكون عند التقاء النهرين الخالدين ( دجلة والفرات ) ليصب بعدها في الخليج العربي جنوبًا.
أهل البصرة يحبون السفن وصناعتها ، والكثير منهم يعملون صيادين وبحارة ومنهم البنت الصغيرة ( سالي ) التي تعشق البحر واكتشاف أماكن صيد الأسماك البعيدة عن الساحل ، تحب البحارة كما يحبونها ويلقبونها ( البحارة الصغيرة ) .
أبوها قبطان ، يخاف عليها كثيرًا ولا يقبل أن تذهب معه الى السفينة ،   كان يعلمها كيفية القيادة ويعرفها على أجزائها مثل (الدفة والشراع والبوصلة وغيرها ) وبذكائها وفطنتها تعلمت أشياء لم يكن يعلمها لها .
في أحد الأيام خططت سالي للذهاب في رحلة على البحر ، لكن بدون أخبار ابيها لعلمها برفضه مسبقًا ، خرجت متخفية من الشباك وركبت السفينة دون ان تُشعر  أحدًا، اِختبأت في المخزن ، دون أن تصدر أي صوت ، فغلب عليها النعاس وغطت في نوم عميق ، لكن الأصوات العالية والصراخ الذي عم المكان جعلها تستفيق وهي مذعورة .
- يا سيدي نحن لن نجد الثقب أبدًا
فجاء الرد سريعًا :
كيف ؟  يجب ان تجدوه الآن وتصلحوا السفينة والا غرقنا جميعًا .
فهمت من الحديث ان هناك ضررًا في السفينة وأنها معرضة للخطر .
هنا  قررت أن تقدم المساعدة ، فتذكرت أن ابيها كان يشرح لها أجزاء السفينة ، وان الثقب يجب أن يكون في الأسفل  وليس في السطح .
بعد فترة قصيرة من البحث والتعب وجدت الثقب ، فخرجت الى السطح وصاحت :
- وجدته .. لقد وجدته .
سرعان ما تجمع البحارة حولها وهم مذهولون ، من هذه الصغيرة ؟ !! وماذا وجدت ؟!! .
قالت : الثقب .. لقد وجدته .
هرولوا مسرعين لأصلاحه .
فرحوا كثيرًا ، فاحتفلوا بالبحارة الصغيرة ، وعلموا أنها ابنة القبطان الشجاع الذي يحبونه ويحترمونه .
سألت سالي السفينة : هل أنا حقا قبطانة قوية ؟  
ردت السفينة بسرور : نعم واكثر من قوية أيضًا .

مها حيدر 
من مجموعتي القصصية ( الطائر المهاجر )

ليست هناك تعليقات: