السبت، 30 ديسمبر 2023

نص نثري تحت عنوان{{قابع هنا في ليلتي}} بقلم الكاتب الجزائري القدير الأستاذ{{خالد فريطاس}}


 قابع هنا في ليلتي 

أخفي شيئا من ليلي على ليلي
أنتظر حتى يسقط القمر
وتتكسر النجوم على ذاك الطور
أتسامر مع لفيف من الرياح
نستوعب قليلا من الأكسجين
والجمرة المسكينة تحاول الإحمرار
للمرة الألف
قابع هنا لا أنتظر شيئا
فقط أنتظرني كي أشحنني وأنفجر
عرس الذئاب قربب من هنا
ولا مدعو أنا 
ولا شاهد على هذا الكم من العواء
ألتقط نفسي سريعا يا سيدتي
أسترق بطاقة التعريف من دموع باتت تبكي
وأصنع لي ساقية 
على غصن زيتونة وأنهمر
قابع هنا ولا ماء
ولا هواء
وإخوتي من أبي باعوني
وزوجة أبي لها قدر لا يغلي
وتلك الحجارة لم تنضج بعد
حتى ألتقط ذراعي
وجميع الأذرع العربية المتساقطة 
فربما ننتصر
أو ينضج ذاك الحجر
آت أنا من زمن الموتى
ولا بهمني العهد الأخير
ولا ألف عام ستبقى
على شيخوخة الأيام الهاربة من التقويم
ولا أنا مكترث بما تفعله التجاعيد
على الوجه المشرق للقدر
أنا لا يكفيني حاضري 
ولا الماضي كفاني يوما
ومستقبلي لا كاهنة بني سعد تتحمله
ولا خط رمل 
يتلوى في الربع الخالي
مفتوح العينين أخطل في يوم مطر
قابع هنا يا سيدة الأرض
أروي ما تبقى من الخفافيش
على ضفاف شراييني
وعودي أخضر
وتلك السناجب ما زالت تحتفظ بالجوز
وتلك النملات مازالت تنام مع القمح
وسحابتي لم تمطر بعد
وعرس المطر بعيد
وأشلاء غزة تحرق المعنى
وجميع قواميس المعتوهين
وملح وماء وجرة 
وموت على السريع يريد أن ينتحر
أنا والليل والذئاب
وكل ما تريد أن تراه ستراه
وحر وحر وأسوار مدينتي لا تقبل الإنهيار
لم تخلق ولا أنا لنتيه وسط الزحام
ورصيفنا واحد
ووسادتنا على بساط الريح حبلى 
وناصيتي ليست كاذبة 
مع هذا الكم من الصور
مليئة جعبتي بالفراغ
وحكايتي لا تقوى على السرد
المدعوون ناموا والأضواء انطفئت
والصدى يواري أصوات الصدى
وكل شيئ يتجمد رويدا
لأن الصيف لم يعد يأتي
والخريف أصابه الفالج على الكبر
وأحشاء خرافتي باتت حافية القدمين
لا تريد دما ولا نفسا عميقا
لا تريد مشطا تسرح به الخفقان
كل شيئ يدعوا للعدم يا امرؤ القيس
وهذه ليلتي تراودني
وأنا وقميصي لا نقوى على العناق
ذهب الجميع وتركوا صواع الملك
وأنين بأرض كنعان 
والرعاء لا تسقي وابنة شعيب تنتظر
خالد فريطاس الجزائري

ليست هناك تعليقات: