مَحطَّة اِطْمئْنان
أن تَكُون مُحَاطا بِرفاق كأنَّهم مِظلَّات يَحجُبون عَنْك سُوء الأيَّام أنَّ أليف الرُّوح لَن يُغادرهَا كُلُّ مَا حصل فِي سَنَوات الدِّراسة أن تُعْطينَا أشْخاصًا ومعْلومات رَهبَة الامْتحان وَقلَق المسْتقْبل وَهنَا نَجِد أَننَا بَيْن جُدْران الاطْمئْنان وضحْكَات الأصْحاب وَكَلام يَجعَل كُلُّ شَيْء هِين وسهْل يحاوطونني بِكلِّ مَحبَّة فنحْن عَائِلة مَرمُوقة بِالسَّعادة ومحيطة بِالتَّعاون آخر مَحَطات الودَاع بَدأَت الشَّمْس تَأخُذ خُيوطَهَا الذَّهبيَّة وترْحل وعمُّ اللَّيْل فِي كُلِّ الأنْحاء إِلَّا أَننَا نُشْرِق بَيْن الحين والْآخر نُجدِّد طاقتنَا الإيجابيَّة نَستَمِد الضِّحْكات ونسْتَند بِالْأداء ألم أخْبرَكم أَنكُم ضِيائي دوْمًا تَطَايرَت قُبَّعات التَّخَرُّج ويأْخذني الألم قليلا وَبَعدهَا تَأخُذني نَوْبات الفرح أَننَا مازلْنَا لِإنْزَال فَإننِي اِكْتسَبتْ مع شهاداتي أَجمَل إِخلَاء فِي أَثنَاء جُهْد الدِّراسة كُنَّا فِي طَلسَم مِن التَّعاون مُدْمجًا بِأنَّنَا أَصحَاب سرْمدْيون وان تَرجمَة الصَّداقة الحقيقيَّة أَمْر عَجزَت عَنْه المعاجم اِخْتلَفتْ اللَّهجات والْمناطق والطَّبقات واتَّحَدتْ الأرْواح أنَّ شَرْط التَّعاون كان مُسْبقًا بِحسْن اَلخُلق أنَّ اَلذِي يَمتَلِك رِفاقي يُحلِّق دوْمًا فَإِن جناحَهم لَايسقطنَا أبدًا أودُّ أن أُقدِّم امْمتْناني لِمقاعد الدِّراسة لِأنَّهَا جعلْتني أَلُوذ بِأشْخَاص جيِّدين ولأصْحابي لِأنَّهم خَيْر الأشْخاص فِي زمن يَجهَل المرْء فِيه أصْحابه مُمْتنَّة لِتلْك الضِّحْكات ولذالك الاخْتبار اَلمرْبِك ولتلْك المواقف اَلتِي جَعلتْنِي مِن خِلَال مسيرَتي بِهَا أَكُون مُحَاطَة بِكم واعْلم جيِّدًا مِن أَنتُم بِهَا ودونهَا فِي ثنايَا الذَّاكرة هُنَالِك رُكْن يَستَع مُنزِّلتكم مع تَسارُع الوقْتِ أَنتُم أشدُّ الأشْخاص ثباتًا لِقَاء الأصْحاب يَجعَل مُسْتَمِر فِي السَّعادة مُنْتظِمًا فِيهَا لِقاؤنَا عَفوِي مليء بِالْياسمين لَيْس كَلَام اِعْتياديٌّ إِنَّما ذِكْريَات مُطَرزَة بِنسمَات الماضي اَلعطِرة وَأَيقنَت أنَّ مُشَاجرَة الأصْحاب أَعظَم مَحَطات الاطْمئْنان فِي سِجْن الصَّداقة لَم تَكُن هُنَالِك قُيُود وَلكِن هُنَالِك حُريَّة مُطلَقَة وَكَان المرَاء يَتَكلَّم مع ذَاتِه دُون جَدوَى يَعُود المرْء لِأصْحابه فَإِن اَلخُلان مَلجَأ الرُّوح وبئْر نُخبِّئ فِيه مَا نَعجِز أن نُحَملَه بِمفْردنَا ثُمَّ نسير ونحْن أَهوَن وَأخَف على ذاتنَا مِنَّا فَإِن الأصْحاب يحْملون أرْواحنَا عَنَّا . أَعطتْنِي جَامِعة تِكْريت شَهادَة وأصْحابًا لِلْمواقف لِلْمزْحة لِلدُّموع أَصحَاب الشُّمول لِلذَّات مَحطَّة الأمَان كَانَت فِي صَبَاح دِيسمْبر عُدنَا بَعْد عِدَّة سَنَوات وَعجلَة التَّطَوُّر السَّريعة لَم تجْعلْنَا نَبتَعِد بل لَامستنَا بِسرْعتهَا وجعلتْنَا بِمرْكبهَا فِي رِحْلتِهَا الأبديَّة نَحْو الصُّحْبة الصَّالحة كُنتُم ألْواني والْمشْهد الحقيقيُّ مِن المسْرحيَّة كُنتُم أَجمَل لَوحَة دوَّنتْهَا ذاكرَتي فَإِن اَلفُنون أَنكُم وَضعُوا فِي حَياتِي بِصمْتِكم اِنْطلَقتْ رِحْلَة التَّرْبية الفنِّيَّة حِينمَا أَعلَنا رَايَة النَّصْر اَلعظِيم بِأنَّنَا معًا أَشُد الأصْحاب اِعْتزازًا أن رحلة الجامعة تتوقف ورحلة الاصحاب تستمر دُمْت رُفَقائِي .
ظلال حسن/العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق