الاثنين، 29 يناير 2024

قصيدة تحت عنوان{{سقيت المزن}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل درويش}}


 سقيت المزن ...!!

___________
سقيت المزن أنفاسي و أجفاني 
و رحتُ أعاتبُ الغَيماتِ
 أسألُها: تُرَى أنتِ التي جاورتِ وجدانِي . ..؟
و هل أنتِ التي خاصرتِ ذاكَ السَّفحَ 
يجعلني ضُحىً ثانِي ...؟!
غريب صوت ذاكَ المزنِ يجعلني 
كلون الورد وطعم الشهد 
و يجعلني كذاكَ الحَورِ
 جُوريّاً ، و صوفياً 
و يجعلني رؤىً يمتدُ 
من فجرٍ يغنيكِ 
إلى  صبحٍ يناديكِ 
 فما أحلى جوى الغيماتِ يجعلك
 كما يهواكِ نَيْسَانِي
سقيتُ المُزْنَ آهاتي  و مأساتي 
فكانتْ مُنتَهَى قلبي و أحزانِي 
و ذاكَ الغيمُ يشبهني 
و أشبهُهُ ، هو في العينِ إنساني    
و ذاكَ الزَّخُّ ، يهدي الأرضَ
ألحاناً تغنيها  
هنيئاً يا ثرى الأرضِ 
لقد غنيتَ ألحانِي ...!!
و ريحُكَ دائماً أهواهْ ، و وَردُكَ من شذا قلبي 
و ربِّ الكونِ ، لن أنساهْ 
أما أنتَ شهيقُ العشقِ أسمعه
 فأغراني....؟!
عشقتُ الكونَ في عينيكِ يا كينونةَ الدنيا 
 و يا أهدابَ أشجاني 
عشقتُ سنابل القمحِ 
 و لونَ الصبحِ و الجرحِ 
عشقتُ مراكبَ الدنيا التي
 قد أبحرتْ ليلاً بألواني 
و تلكَ الآهُ في دمعي تعاتبني ، و تجعلني
 كبدرٍ لا مثيلَ له
يعانقني ، أعانقهُ 
فيجعلُ دمعتي هيمى 
و يجعلني كريح المسكِ
 قد فاح بريحاني ...!!
أيا يا مزن إني  منتهى الآهات  
و إني  غابة الرعشات
و اني دمعك الغالي أراقصه 
لقد أعطيت عنواني ....!!

سهيل درويش
 سوريا / جبلة

ليست هناك تعليقات: