سقيت المزن ...!!
___________
سقيت المزن أنفاسي و أجفاني
و رحتُ أعاتبُ الغَيماتِ
أسألُها: تُرَى أنتِ التي جاورتِ وجدانِي . ..؟
و هل أنتِ التي خاصرتِ ذاكَ السَّفحَ
يجعلني ضُحىً ثانِي ...؟!
غريب صوت ذاكَ المزنِ يجعلني
كلون الورد وطعم الشهد
و يجعلني كذاكَ الحَورِ
جُوريّاً ، و صوفياً
و يجعلني رؤىً يمتدُ
من فجرٍ يغنيكِ
إلى صبحٍ يناديكِ
فما أحلى جوى الغيماتِ يجعلك
كما يهواكِ نَيْسَانِي
سقيتُ المُزْنَ آهاتي و مأساتي
فكانتْ مُنتَهَى قلبي و أحزانِي
و ذاكَ الغيمُ يشبهني
و أشبهُهُ ، هو في العينِ إنساني
و ذاكَ الزَّخُّ ، يهدي الأرضَ
ألحاناً تغنيها
هنيئاً يا ثرى الأرضِ
لقد غنيتَ ألحانِي ...!!
و ريحُكَ دائماً أهواهْ ، و وَردُكَ من شذا قلبي
و ربِّ الكونِ ، لن أنساهْ
أما أنتَ شهيقُ العشقِ أسمعه
فأغراني....؟!
عشقتُ الكونَ في عينيكِ يا كينونةَ الدنيا
و يا أهدابَ أشجاني
عشقتُ سنابل القمحِ
و لونَ الصبحِ و الجرحِ
عشقتُ مراكبَ الدنيا التي
قد أبحرتْ ليلاً بألواني
و تلكَ الآهُ في دمعي تعاتبني ، و تجعلني
كبدرٍ لا مثيلَ له
يعانقني ، أعانقهُ
فيجعلُ دمعتي هيمى
و يجعلني كريح المسكِ
قد فاح بريحاني ...!!
أيا يا مزن إني منتهى الآهات
و إني غابة الرعشات
و اني دمعك الغالي أراقصه
لقد أعطيت عنواني ....!!
سهيل درويش
سوريا / جبلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق