الثلاثاء، 20 فبراير 2024

مقال تحت عنوان{{التفكير}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{رشيد الموذن}}


.  التفكير .@

من الطبيعي جدا لا يخلو عقل من التفكير، لكن حديثنا اليوم عن التفكير الزائد ..
الإحصائيات تقول أن نصف إلى ثلاث أرباع البالغين في العالم يعترفون أنهم يبالغون في التفكير! وكل يفكر على ليلاه.
لذالك فلا يمكن اعتبار ان هذا الامر يخص أحدا دون غيره؛ إلا أنه يختلف مع كل واحد على حدة، حيث هناك ثلاث أنواع من التفكير الزائد : 
 👍الماضي، 👍المستقبل، 👍والتحليل..

1/  🍊  الماضي   :
غالبا ما يرهق الانسان نفسه بالإفراط في تذكر الماضي خصوصا الأحداث السلبية والمؤلمة منه، مع لوم النفس على ما فات، وذالك حسب مؤشرات التفكير الثلاثة ؟
1🎾- التركيز دائما على النقد السلبي.
2🎾-  التحدث كثيرا عن الإخفاقات والأخطاء السابقة.
3🎾-  الحذر الشديد، من حيث يتم التفحص والإحجام عن التقدم في أي عمل .
قد تسألني وما الحل ؟ 
أقول : الحل الوحيد بين يديك ..
🤫ربما تبدو لك نصيحة غريبة، وغير مجدية عند قرائتها ، لكنها فعالة جدا ؛ فبدلًا من السماح للاجترار بأن تطغى كل هذه الأمور على كامل تفكيرك . من المفيد جدا أن تضع جدولا للوقت واستعمال زمن يتحكم في كامل يومك ، من عمل ، ارتباط بالصلوات، ذكر،  رياضة ومطالعة. وترفيه بمزاولة هواياتك المفضلة ..
 بهذه الطريقة يمكن حصر القلق في فترة يجدر التحكم فيها؛ حتى اذا ما عاد التفكير سيأتي في وقت غير وقته، وفي موعد التفرغ إليه سيكون ليس بموعده ..
2/.  🍊 تخيلات المستقبل : 
وأعني بتخيلات ، لأنها حقيقة تبقى مجرد تخيلات ، فأمر الغد من الغيبيات والغيب بيد الله . ( ويعلم الغيب ). بالطبع لا ينكر أحد التخطيط للمستقبل له فوائده، لكن إن زاد عن حده يمكن أن ينقلب إلى سيناريوهات مستقبلية إلى درجة تعطل الحياة الآنية، بل الى تعطيل بعض المهام التي ذكرنا؛ بذالك التأكيد بالارتباط باستعمال الزمن السابق الذكر له من الحكمة ما يعود بالنفع في الحاضر وعلى المستقبل أيضا..
وهنا نقف مع المؤشرات الثلاث كذالك ..
1/🎾- قضاء جهد كبير في التخطيط لكل سيناريو محتمل.
2/ 🎾- مواجهة الصعوبة في الاحتفال بالنجاحات، لأنه دائماً يتم التفكير في الخطوات التالية وتجاوز الاستمتاع بالإنجازات ..
3/ 🎾- الشعور بالقلق والإنزعاج الدائم لأن التفكير ينصب في ما يجب فعله في قائمة المهام المتراكمة مع نزعات النفس المفرطة ..
قد يسأل سائل وما الحل إذن ؟ 
أقول الحل؟ 
قل ٱمنت بالله ثم حاول أن تستقم كما أمرت من ربك، واستفد من أن التفكير في المستقبل ليس لك فيه من الأمر شيئ لتهدئة بالك .
خذ بعض الوقت واغلق عينيك وأنت تنظر إلى ماضيك. فما كنت تتخيله قبل خمس سنوات ، بل حتى عشر سنين ستجد أن التفكير كان مجرد خطوات في الطريق وليس بالضربة القاصمة لتحقيق ما كنت تصبو اليه ، أليس كذالك ؟! .
فهذه الطريقة الوحيدة مفيدة الى حد ما لتقليل حدة القلق...
 3/ 🍊 التحليل المفرط :
يمكن القول هنا : 
 النوعين الماضيين متعلقان بأحداث ماضية أو مستقبلية، هذا النوع الثالث لا علاقة له بالوقت بل هو عن العمق.
قد تكون شخصًا تغوص في تفاصيل كل موضوع بشكل مبالغ فيه. رغم أن هذه الطريقة قد توصلك لأفكار نيرة، لكنها قد توصلك أيضا لدرجة تورطك في تفاصيل غير مهمة ولا علاقة لها بالموضوع الذي انت بصدد التفكير فيه .
أما ما مؤشراته ؟
فهي :
1- 🎾 دائمًا ما يتم تأجيل اتخاذ القرارات لبحث المواضيع بشكل أكبر.
2-  🎾 لربما يهمك رأي الآخرين كثيراً وتأييدهم، إذا كنت لا تثق تمامًا بتحليلك ورأيك .
3-  🎾 تواجه صعوبة في التفريق بين المهام الأكثر والأقل أهمية.
وإليك ما الحل ؟ 
نعم وخلق الانسان ضعيفا؛ 
إن السعي وراء الاختيار المثالي، وتحقيق كل الاماني؛ أمر وارد دائما وفيه يبحث الشخص عن أكبر قيمة يمكن تحقيقها. فمن يتبع طريقة الحلول القصوى عادة ما يقع في حفر التحليل المفرط. ولا يستهدف الخيارات المرضية. ومن ثم قبل اي مهمة أولوية يجب تحديد الشروط التي يحققها الحل المستهدف، مع عدم الإخلال بمعتقدك طبعا ، حتى إذا وصلت إلى حل مماثل للشروط امض قدما وإن كان هناك حل قد يأتي في المستقبل بنتائج، أو ربما تكتشف مفتاح معلق في القفل .
أخيراً:
لا نقول أن التفكير ضار ويجب أن ننفيه ، حتى نعيش الحياة بدون تفكير. لا أبدا إنما التفكر والتأمل في النفس .( وفي أنفسكم أفلا تبصرون )وفي خلق السماوات والارض، ( يتفكرون في خلق السماوات والارض ، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك ) وأن نمعن فيما نفعله ولكن لا نسمح للتفكير بأن يدور بنا في حلقات مفرغة ويصبح ضره أكبر من نفعه...
اللهم ثبت قلوبنا على رجاءك ،
واقطع رجاؤنا عمن سواك حتى لا نرجوا أحدا غيرك ، ولا تكلنا الى أنفسنا طرفة عين. وارزقنا من اليقين ما رزقت به عبادك الصالحين من الأولين والٱخرين بمنك وجودك يا أكرم الاكرمين يا رب العالمين...
ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺃﻛﺘﺐ ﻭ ﺍﻧﺸﺮ ﻷﻧﻲ ﻭﺟﺪﺕ ﻋﻘﻮلا ﺭﺍﻗﻴﺔ ﺗﺘﺎﺑﻌﻨﻲ تستحق كل الاحترام والتقدير وكل مجهود .

رشيد الموذن @

المغرب @ 

ليست هناك تعليقات: