السبت، 2 مارس 2024

نص نثري تحت عنوان{{الدّنى}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{حاتم بو بكر}}


الدّنى

الدّيار على اتّساعها مقيتة أمّاه
المكر والضغينة باتت عناوين فحولنا
ينخرنا الصّمت ويشتمنا الرّجال
منازلنا كرهت عطورنا والكنبات ملّت حمل أجسادنا المنتفخة
أذلّة نحن والضياع تنهش بقيتنا
أخبرتني أنّنا لم نكن هنا
أننا نغمس  صواع  الطارق في المسك
ونقدّم كيس السّائل وهو يبتسم
أعرفها لم تبالغ حين وصفت 
الآن الأرض إحدودبت
وأرضنا جفّت كرجالنا
هؤلاء لا يُخيفون وإن دُكّت أضراسهم
لا يثورون وأصواتهم لم تعد ترنجف
يتلقون الإنكسار تلوى الإنكسار ومن نومهم لا يتزحزحون
العزّة تُباد وهم لا يحفلون
وجه الإنسان يتمزّق وهم لا يهتمّون
إنّي أسأل نفسي من أكون
أأنا شيطان أغلق أبواب الحياة وفتح أبواب الموت
أم أنا قاتل صواع يُوسف الممدود للضحايا
أم أنا من كلّ عن حمل المفاتيح واليوم يسلّمها
أم أنا نخاس المكان المقدس 
من أكون أنا وقد أضعت  العناوين والصحائف
وبعت الإرث إلى الغرباء
ماذا دهاني أماه، ما عساي أفعل وقد ضاقت الحياة 
جنى عليّ السؤال وثقل
كيف أحيِّ الزعامة في هياكل شاردة؟
كيف أحيّ نفوسا دون بصيرة؟
ساح الغريب في الحياة قتلا
خلط أكياس الحياة بدماء الموت
حين يشتمّ رائحة الدماء يطلق الذخيرة
تذوّق وتلذّذ كبعوضة بالدّماء
كمجون فقد عقله لا يرضى بغير الإنتقام
وجمالنا لم تغضب
احدودبت ذروتها ولامست الدّنى وأنا أسأل من أنا

ح.ب

ت 

ليست هناك تعليقات: