الجمعة، 1 مارس 2024

نص نثري تحت عنوان{{أبنائي والوطن}} بقلم الكاتبة السورية القديرة الأستاذة{{عبير الراوي}}


أبنائي والوطن
اثنا وثلاثون عاماً مضت
كانت سنين واهجة ساطعة
وأنا أحمل قنديلي بيدي
لم تثنيني أعباء الدنيا
أضئت دروب أبنائي
بين الظلام والنور الباذخ
جيل بعد جيل...
بددت جهل عقولهم
رغم قراع الجهل وعتوه
إلى نور العلم والعرفان
إنهم أبنائي....
فلذة كبدي....
كالشمعة بهم...
نهر عطاء لأجلهم...
في مسيرتي الفقهية...
إحتضنتُ طلابي كالأم
حين تحتضن أولادها
بصدر رحب...
بطيب دون عطب
بحب وعطف وحنان
أسقيهم وهج الآباء
أطعمهم فكر وإحتواء
غرست في أذهانهم
قيم الأدب والأخلاق
بكل معاني الطموح
والتضحية والحب والأخلاص
علمتهم حب الوطن
حب مقدس وإيمان
اثنا وثلاثون
ربيعاً مزهراً
تفاني وعطاء
بستان ورود
تفوح منه أطايب العطور
فكانت حصيلة الجهد
أن تخرجوا أبنائي بكل الأختصاصات
فالمعلم القاطف ثماره
والعالم الباحث أجوابه
والطبيب البلسم لرعيته
والمهندس الخيمة للأمصار
والمنظم لأفاق الأبتكار
والخبير المنهمر للأفكار
والصيدلاني كالشهد لوطنه
فغدا كل واحد منهم
نجماً ساطعاً في سماء بلادي
فأنا كلي فخراُ بكم أولادي
فهنيئاً لي بعقولكم الفذة
هنيئاً لوطني بكم 
بصانعي المجد والتاريخ
فبنور علمكم أبنائي...
تسمو وترتقي الأمم
إلى المجد والرفعة والعلياء
عبير الراوي /دمشق/

١/١/2024 

ليست هناك تعليقات: