الخميس، 28 مارس 2024

قصيدة تحت عنوان{{أيا بحر}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل درويش}}


 أيا بحر ...!!

____
و أنظرُ في حناياكَ أيا بحرُ 
أرى فيكَ 
صدى روحي 
و أنتَ القمحُ مشويَّاً
  و أنتَ نرجسُ الأهدابِ و القهرُ 
و أنظر وجهَكَ المسبيَّ
 في  وَلَعٍ  ، وفي هَلَعٍ
 أراك مواجعَ الأجفانِ
  يملأ قلبَكَ الطُّهرُ
غريبٌ عمقُكَ المَنسيُّ 
في شغَفي ، و في ولَهي  
و يأسرُك شذى الليمونِ 
و الزَّهْرُ ...!!
غريبٌ عمقُكَ فِيَّ
انا و اللهِ أعرفُنِي 
و يعرفُنِي شذا الصفصافِ
  يعرفُنِي هديرُ الموجِ و النَّهرُ ...
ضجيجٌ في حنايا الرّوح يأسرُني
 ضُحىً سِحْرُ...!!
و لونُكَ مثلُ ماءِ العينِ
 لَوَّنَهُ رُؤَىً سُكْرُ ...
***
أكحّلُ عينيَ اليُسرى بأهدابِكْ
و أشكو مُرَّ لوعتِنَا 
بسربِ أيائلٍ تحكيكَ عنْ غَابِكْ
أنا يا بحرُ 
ملءُ مواجعِ الغزلانِ
  تسري صوبَ أحبابِكْ
أنا يا بحرُ أصدافٌ و ومجذافٌ
يغني دائماً أحزانَ غُيَّابِكْ 
أنا لا أبحِرُ فيكَ 
أغنّيكَ 
و أُنسيكَ ...
 صدى القهرِ الذي ينتابُ  شطآناً مسافرةً 
 و تغفو في مُحيَّاكَ
 و تتلوني كمثلِ مواجع العشقِ  
و في همسٍ...
 بمحرابِكْ ...!!
أنا يا بحرُ أشبهُكَ 
فهذا موجُيَ الحنطيّ 
و هذا لونيَ النهديّ 
و هذا خفقي الورديّ 
وهذا ...
في دمي عبقٌ يراقصُ عمقكَ السّحريّ  
و تسألني : 
أنا ملحٌ ، أنا قمحٌ ...؟؟!
أنا واللهِ قنديل الدجى 
يحكيكَ عن حالي و عن حالِكْ ...!! 

سهيل درويش 
سوريا / جبلة

ليست هناك تعليقات: