أيا بحر ...!!
____
و أنظرُ في حناياكَ أيا بحرُ
أرى فيكَ
صدى روحي
و أنتَ القمحُ مشويَّاً
و أنتَ نرجسُ الأهدابِ و القهرُ
و أنظر وجهَكَ المسبيَّ
في وَلَعٍ ، وفي هَلَعٍ
أراك مواجعَ الأجفانِ
يملأ قلبَكَ الطُّهرُ
غريبٌ عمقُكَ المَنسيُّ
في شغَفي ، و في ولَهي
و يأسرُك شذى الليمونِ
و الزَّهْرُ ...!!
غريبٌ عمقُكَ فِيَّ
انا و اللهِ أعرفُنِي
و يعرفُنِي شذا الصفصافِ
يعرفُنِي هديرُ الموجِ و النَّهرُ ...
ضجيجٌ في حنايا الرّوح يأسرُني
ضُحىً سِحْرُ...!!
و لونُكَ مثلُ ماءِ العينِ
لَوَّنَهُ رُؤَىً سُكْرُ ...
***
أكحّلُ عينيَ اليُسرى بأهدابِكْ
و أشكو مُرَّ لوعتِنَا
بسربِ أيائلٍ تحكيكَ عنْ غَابِكْ
أنا يا بحرُ
ملءُ مواجعِ الغزلانِ
تسري صوبَ أحبابِكْ
أنا يا بحرُ أصدافٌ و ومجذافٌ
يغني دائماً أحزانَ غُيَّابِكْ
أنا لا أبحِرُ فيكَ
أغنّيكَ
و أُنسيكَ ...
صدى القهرِ الذي ينتابُ شطآناً مسافرةً
و تغفو في مُحيَّاكَ
و تتلوني كمثلِ مواجع العشقِ
و في همسٍ...
بمحرابِكْ ...!!
أنا يا بحرُ أشبهُكَ
فهذا موجُيَ الحنطيّ
و هذا لونيَ النهديّ
و هذا خفقي الورديّ
وهذا ...
في دمي عبقٌ يراقصُ عمقكَ السّحريّ
و تسألني :
أنا ملحٌ ، أنا قمحٌ ...؟؟!
أنا واللهِ قنديل الدجى
يحكيكَ عن حالي و عن حالِكْ ...!!
سهيل درويش
سوريا / جبلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق