الخميس، 7 مارس 2024

قصة قصيرة تحت عنوان{{هذه ليلتي}} بقلم الكاتب القاصّ الليبي القدير الأستاذ{{عبد الله محمد الحاضر}}


هذه ليلتي، ،،،،،
سأكتبها بالثلج على جدار الزمن، ليلة عرسي دمعه،، وزفتي صمت مدقع رهيب، ،
ليلة عرسي، ليلة فرحة عمرى، ، ليلة شيعوا جثماني، ،ليلة اودعوا جسدي الحماله لتنقله الى مثواه الاخير، ،،،،
وقف الجميع ليلتها في شبه موكب صغير ،وكأن كل شيء مسروق ؟!
قلبي مسروق؛ ؛
جسدي مسروق؛ ؛
عقلي مسروق، ،،
ضحكاتهم ايضا كانت مسروقة؛
الجميع يشعرون أنهم لصوص،
لا أحد يجرء أن يرفع صوته،
تقدمت زوجة أبي لتأخذ بيدي المرتعشه بعد أن أسدلت على وجهي القطعة الاخيرة من الكفن، تلك القطعة الصغيرة التى أحاطوا بها رأسي، بعد انتهاء المراسم، وضعت قبلة مرتبكة باردة على جبيني، كتلك التى تضعها سيدة عجوز على جبين طفل مجهول النسب بعد تعميده،
أطلقت احداهن زغرودة مخنوقة كعواء ذئب يحتضر، وكانت أختي واقفة بجانبي وقد اراحت يدي بين كفيها،  نظرت اليها فسالت دمعة على خدها، إنها صبورة كعهدي بها يوم ثكلت إبنها الاكبر، لا تحب العويل ولا الصراخ، ولكنها تبكي بدموع الرحمة فقط،
تنبهت على صوت منبه السيارة، واذا بالجميع يبحلقون بي بأعين جاحظة وأفواه فاغرة، إستجمعت قواي المبعثرة بين الامس واليوم، بذلت أقصى جهدي كي أبتسم،  وعندما إنفرجت شفتاي شعرت وكأن أحد شراييني قد إنفجر،  وسرعان ما بدى لوني شاحبا، وإبتسامتي تتهاوى كقصر زجاج ينحطم، سرت متثاقلة وسط ذلك الجمع الصغير ،تحيط بي زوجة أبي وأختي، هزتني زوجة ابي هزة قوية تمالكت بعدها أنفاسي،  حاولت أسترجاع هدوئي ،وما أن خطوت حتى وجدتني وجها لوجه امام ذلك الجزء الصغير من سور الحديقة الذي حفرنا عليه الاحرف الاولى من إسمينا وقد وضع يومها بقعة حمراء من دمه ربطت بين الحرفين؛ إنتابتني رعدة هزت كياني وخيل الي أن الارض تميد من تحتي، فتهاويت، ، شدتني زوجة أبي اليها بقوة وهي غاضبة، همست أختي في أذني ألم نتفق،،؟ حاولي ان تنسيه، ،،،
في الخارج كانت هناك سيارتين قابعتين أمام المنزل، كانت احداهما تخص أخي،  فيات قديمة، والاخرى كانت عربة فارهة ،عريضة وطويلة ولا أعرف إسمها، ،،؛
كانت صدمة أخرى حين لم أجد سوى تلكم السيارتين، قلت لأختي وأنا أصر اسناني من الغيظ،،أين السيارات؟  أين الناس؟  أجابت زوجة ابي،،،ماهو الافندي قال ما يبيش ضجة؟
وعندما فتح أحد الاشباح الباب الخلفي للعربة، والقوا بي داخلها،،،،،أيقنت بأن ما كان لن يعود،،،،وأنني أسير بمفردي الى المجهول،،،،الى درب مظلم تغطيه الاشواك،،،،والواح الزنك،،،،والصقيع،،،، والدموع،،،،،،،

 د.ابن الحاضر 

ليست هناك تعليقات: