الفارس الصغير...
فارس، دخل لتوه العقد الثاني.
تلميذ متميز في دراسته. قوي البنية .والدته ،فاطمة،فخورة به.أنجبته بعد أكثر من عشر سنوات من زواجها من بشير..توارثت الأسرة،أبا عن جد ،حب الفروسية.الجد،الهادي،
شيخ في الثمانين .ٱصيبت رجله اليمنى خلال حرب التحرير. الحفيد ،له معزة خاصة لدى جده للأب،فهو دائما يحثه على ركوب الحصان المدلل.
غير أن والده ،يحذره دوما من ركوب الجواد في غيابه.
فارس،اختار تشجيع جده.مرة يتعلل بتقديم العلف للحصان ، وأخرى بإرواء ظمإه من العين المجاورة.ولكن ،ما ٱن يتوارى الطفل عن أنظار العائلة،حتى يمتطى ظهر الحصان ،وبلكزة منه،ينطلق الأخير ،يسابق الريح ،جذلانا وهو يرافق فارس
مرض الهادي ،ولازم الفراش.الجد،حزين ،فمهرجان الفروسية على الأبواب..الطفل يقسم وقت فراغه،بين مساعدة والدته في العناية بوالده،وتفقد جده .فيما يحرص فارس على تكثيف حصص تدريباته في مجال الفروسية .الجواد يطاوعه.
امتحانات آخر السنة تقترب..المهرجان يتواقت مع بداية العطلة الصيفية..
واجبات مدرسية،وعائليةضغوطات ،والتزامات،يعرف الفارس كيف يتعامل معها .
الجد،مبجل لدى هيئة التنظيم ،فهو من مؤسسي المهرجان.
وعادة،يخصص له مقعدا ،بالمنصة الشرفية..بدا على الشيخ الحزن..لأول مرة،يتعذرعلى ابنه البشير المشاركة..هو من أخذ عنه المشعل..وفارس لا يزال صغيرا..لتسلم الٱمانة.
فجأة،وحال الإعلان عن بدء العروض،زغاريد،تشق عنان السماء..تصفيق حاد ،وتفاعل لا مثيل له من الجماهير الغفيرة المواكبة للاحتفال..فارس،يتفنن في ألعاب الفروسية..
واقفا على حصانه..وبندقية جده بين يديه..زي أنيق،وجواد يسرع كالبرق..طلقتان تصدران من البندقية...دخان البارود يتصاعد للسماء.الجد ،يقف فجأة.تعافت رجله اليمنى...
يستقبل حفيده بالحضن ،وهو يقف بجانب جواده،محييا المشجعين.
صلاح لافي / تونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق