الثلاثاء، 30 أبريل 2024

قصيدة تحت عنوان{{استَعمِرِينِي}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبرى}}


استَعمِرِينِي
«««««««««««««««««««««««
أنَامَدِينَةٌ في الَصَحَرَاءِ 
مُهمَلةُ مُنذُ ألاَفَ السِنِينِ
حُلُمًا مُقِيدَاً مَنسِيُ في
    أروِقَةِ الزَنَازِينِ
  جَسَدِي شِبهُ جَسَدٍ 
   كَأرصِفَةِ العَابِرين     
وجُرحِ يَمتَدُّ مِنْ الَقَدَمِ 
     إلَى الجَبِينِ
فَادخُلِي مِنْ أيِّ بَابٍ
إذَا شِئتِ واستَعمِريني
  كُونِي الرَّبيعَ في
حَدَائقِ عُمري واحتَليني
        ازرَعي
 عَينَيكِ في صَحَرَائي 
   احصُدي مَاتَبقَى
    مِنَ الحَنينِ
أشَعِلِي ثَوَرتي الَبَيضَاء 
في هَذَا الوطن المُستَكِينِ
اعصِفي بِبَيتي وأسوَارِي
وفي صَدركِ أنتِ آوِيني
إني مَلَلتُ أَشبَاهَ النِسِاءِ 
والعِطرِ  المُزَيفِ مِنَ
      اليَاسمينِ
كَيفَ  يَسحِرنِي  زَيفُهُ 
كيفَ الفَقِيرُ  يُغنِيني
أُرِيدُكِ  امرَأةً  كَألاَف
      البَرَاكِينِ
 تَعصِفُ بي تَقتُلُني
ألافِ المَراتِ وتُحييني
فَثُوري عَلىَ هَذَا الَعُرفِ 
واكسري القَيدَ وغِيِّرِي 
أنتِ القَواعدَ والقَوانينِ
  انزَعِي عَنِي رِدَائي 
وبِجَمرِكِ أنتِ دفئِيني
   اشعِلِي نِيرَانِي
إذَا استَطَعتِ وقَاومِيني
دَعِيني أرسُمُ لَوحَاتكِ
فَتفَاصيلُكِ أنتِ تَكفِيني
  وطُوفي مَدِينَتي 
ولَملِمي شَتَاتي وضُمِيني
 غُوصي في أعمَاقِي 
 حَرِري الشِعرَ السَجِينِ
يَا امرَأةً  بألفِ  طَعَمٍ 
    وألفِ نَكهةٍ
من أينَ أبدأ عَلمِيني؟
  وزَهرُ  الرُمانِ 
عَلى شَفَتَيكِ مَوَاسِمُهُ
       وعَلى
خَصرُكِ العِنبُ يُنَادِيني
وبينَ ذِرَاعَيكِ يَنهَمِرُ
       العَسَلُ
وآخِرُ مَاتَبقَى مِنَ
 الخَمرِ ومِنَ التِينِ
لِأول مَرَةٍ تَنتَابَني الحِيرَة 
      أمَامَ امرأةٍ 
ولاَأعرِفُ مَاالذِي يُشبِعُني
   ومَاالذِي يُرضِينِي
أَهَذَا  الَزَهرُ  أَطيبُ 
  أم النَومُ مَابينَ
 الخَوخِ والزَيتُونِ؟
إني تَائهٌ  لا أدري هَل 
أنتِ امرَأةً مِنَ الخَيَال
   أم أنتِ يَقِينِ؟
----------------------------------------
حسام الدين صبرى/ 

ديوان/ وانتزعتك من صدري 

ليست هناك تعليقات: