الاثنين، 13 مايو 2024

قصيدة تحت عنوان{{قفي بغداد}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{تغريد طالب الأشبال}}


الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
………………… 
(قفي بغداد) من ديواني(معتقل بلا قيود) 
……………… 
هنا بغدادْ
هنا من موطنِ الأجدادْ
حضارتُنا هنا كانتْ ولا زالتْ
تُعيدُ المجدَ للأحفادْ
معاركُ صبرنا دارَتْ
هنا في مَربضِ الأمجادْ
رَحى الأعداءِ تَطحنُنا
وتَذرِينَا هَشِيمَ رَمادْ
فَيُطْفِي الذَّرُ أَعْيُنَهُمْ
وَيَفْقَؤها بلا أعوادْ
خُطى الأحقادِ تَسحَقُنا
فَنَردَعُ تِلكُمُ الأحقاذ
هنا قَدْ كَانَ مَوطِنُنا
وسادَ بمحضرِ الأسيادْ
إلى أنْ جَاءَ تَارِيخٌ
هزيلٌ ما لهُ أوتادْ
وَشَوَّهَ صُورَةَ الماضي
وَزَوْرَ سِيرَةَ الروادْ
وَمِن أعمالهِ كانتْ
مذابحَ طالتْ الأطواذ
دِمَاءٌ حَرَّةٌ سالتْ
لتَروي خائناً مُنقاذ
زهورٌ حِلوَةٌ طَاحَتْ
على غبرائِنا ماتتْ
ليَحيا ذلكَ الجلاّدْ
نُفوطٌ جَمَّةٌ طَارَتْ
بِلا ريشٍ ولا ميعادْ
وعُملاتٍ بدولارٍ
طواها السيلُ كالمُعتادْ
سبائكُ عِندَنا ذابتْ
كما ذابتْ لَنا أجسادْ
وحوشٌ حُرَّةٌ صارتْ
بِلا سِجنٍ ولا أصفاذ
تجوبُ دروبَ موطِنَنا
بِلا شرطٍ ولا مِرصادْ
وَتَسْرَحُ في أراضينا
تجوبُ الوادي تِلوَ الوادْ
لِتسرِقَ مِنكِ أمجاداً وميراثاً
وتوهِبهُ إلى الموسادْ
قفي بغدادْ
قفي واستَرجعي الماضي
فماضينا بكِ يَنعادْ
قفي بغداد
هُنا واستَصرخي الشطآنْ
تفيضُ، تثورُ دونَ عتاذ
قفي بغدادْ
ثباتُكِ يعني عودتُنا
وعودتُنا بِلا ميعادْ
قفي واستَنهضي الأحرارْ
نهوضَ الأمِّ للأولادْ
قِفِي وَاسْتَدعِي فرساناً
وشجعاناً
هُمُ كانوا لَنا رُوّادْ
ففارسُكِ كَبَا يَوماً
وطاحَ وصارَ دونَ جوادْ
فَلَا تَخشَي سَنُنهِضُكِ

ونَنهَضُ فِيكِ يا بغدادْ 

ليست هناك تعليقات: