الأربعاء، 5 يونيو 2024

قصيدة تحت عنوان{{وفي بعضِ الرقادِ لنا حياةٌ}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{عبد الكناني}}


وفي بعضِ الرقادِ لنا حياةٌ
وفي بعضِ الحياةِ لنا نشورُ
وما بينَ السكونِ والتأني 
لنا شأنٌ بهِ نفذَ العبورُ
ويبقى في مسارِ الكونِ شأنٌ
لهُ الأفلاكُ ما شاءت تدورُ
نقومُ من مماتٍ فيهِ خضنا 
نؤلهُ فيهِ ما تُخفي الصدورُ
وبعضُ الموتِ ما فيهِ منالٌ
يقومُ فيهٍ ما جدَّ الصبورُ
ويأملُ فيهِ مَن يرتادُ خيراً
ومنهُ زادَ ما بثَّ الشكورُ
وما في اللبِّ تضمرهُ الحشايا 
على مهلٍ تفرقهُ القشورُ
فكم من طارقٍ أبلاهُ ليلٌ
وكم من ميتٍ تطوي القبورُ
نرى فينا المصارعَ منا شتى
وفيها ينبري الدهرُ يدورُ
على مهلٍ تقلبنا المنايا 
وتهلكُ في مرابعِنا الطيورُ
نرى الدنيا تهاوت في مناها 
وفيها الناسُ عن جزعٍ تثورُ
فكم كانَ الرقادُ بنا طويلاً
بهٍ تغرسُ  مخالبها الصقورُ
ومنا مَن تمادى لا يبالي 
بما منهُ يُمليهُ الحضورُ
يموجُ الغيُ فينا بالاماني 
بهِ نسرحُ يكبلنا الفتورُ
على علمٍ نغالي في هوانا 
يغيبُ الرأيُ تثملهُ الخمورٌ
نطوفُ في سُرى الأكوانِ لهواً
يخالجنا التمني والسرورُ
نكادُ في الهوى نقتاتُ وهماً
على سرٍ بهِ يخفى الشعورُ
نموتُ وفي هوانا الموتُ لغزٌ
بهِ يعيى ويحتارُ الجسور 
نخوضُ من التصورِ ما يعانى
كما عانت من العمرِ النسورُ
وفي بعضِ الرقادِ لنا سبيلٌ
بهِ تطوي وتُهلكنا الدهورُ

عبد الكناني 

ليست هناك تعليقات: