السبت، 1 يونيو 2024

قصيدة تحت عنوان{{أرِجَ النّدِيُّ}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


أرِجَ النّدِيُّ
أَحْبَـبْتُها بِـفُؤادِ عَـبْدٍ يَحْمَـدُ***وَالحَمدُ شُكْرٌ بِالــهُـــدى يَـتَجَدَّدُ
سَكَنَتْ لِساني فَاسْـتَقَرَّ بِذِكْرِها***عِشْقُ التِّلاوَةِ وَالمَحبَّةُ تُسْعِدُ
تِلْكَ الصَّلاةُ على الرَّسولِ مُحَمَّدٍ*مِنْ عِطْرِها فاحَ الفَلاحُ الأَمْجَدُ
ظَلَّتْ على مَرِّ العُصورِحَبيبَتي***مِنْها وَجَدْتُ هِدايَـتـي تَـتَـزَوَّدُ
إذْ قالَ شاعِرُ أُمَّتي فيما مَضى***إنَّ الصَّلاةَ على الــنَّـبِيِّ تَعَـبُّدُ
////
صَلُّوا على خَيْر الأَنامِ وَسَلِّموا**إنَّ الصَّلاةَ على الــرَّسولِ تَنَعُّـمُ
وَتَزَوَّدوا بِالباقِياتِ فَإِنَّها***تَمْحو الذُّنوبَ وَبِالـرِّضى تَــتَــكَـــرَّمُ
واسْتَغْفِروا الغَفَّارَ في صَلَواتِكُمْ*فَالعَيْشُ في دارِ الفَناءِ سَيُخْتَمُ
وإذا القَضاءُ أَتى بِأَمْرٍ نافذٍ***عَجَزَ الطَّبيبُ المُـسْتَطيعُ المُـلْـهَمُ
فَاحْسِمْ بِتَوْبَتِكَ انْحِرافَكَ قَبْلَما*تَأْتي المَنونِ مِنَ الوَراءِ فَتَهْجُمُ
////
با مَنْ يُريدُ سَماحَةَ الغَــــفَّارِ***يَوْمَ الحِســابِ بِرُفْـــقَـةِ الأَبْرارِ
دَعْ ما اسْتَطَعْتَ منَ الشُّرورِ فَإِنَّها*تُشْقي المُسيئَ بِظُلمَةِ الأَوْزارِ
وَعَلَيْكَ بِالعَمَلِ الذي يِصَلاحِهِ***تَصحو العُقولُ كَرَوْضَةٍ مِعْـطارِ
وَالرِّجْسَ فَاهْجُرْ كَيْ تَظَلَّ مُجاهِداً*خَلْفَ الحَقيقَةِ والحِمى والجارِ
أَرِجَ النَّديُّ بِما يَجودُ كَأَنَّهُ***مُتَنَفَّسُ مِنْ أَيْنَعِ الأَزْهارِ
////
ماذا أَراكَ مِنَ الدُّنى تَتَوَقَّعُ***فَغَـداً سَـتَرْحَلُ مُرْغَماً وَتُـــــوَدِّعُ
أَيْنَ الذينَ على الشُّعوبِ تَرَبَّبوا*برزَ الخِتامُ فكَيْفَ كانَ المَصْرعُ
لابُدَّ منْ يَوْمٍ أَخيرٍ فَانْتَـظِرْ***أَبِأَرْضِ أَهْلِكَ أَمْ بِأُخْرى المَضْجَعُ
إنَّ المَــنِيَّةَ بَغْــتَةً سَـتَزورُنا***وَلَسَوْفَ تُرْعِبُنا الوَفاةُ فَــنَـــفْـزَعُ
تَجْري بِنا الأَقْدارُ نَحْوَ قُبورِنا***وَيَغُرُّنا سِحْرُ الحَياةِ فَــنَطْـمَــعُ
////
هَلاَّ سَأَلْتَ مَتى الرَّحيلُ سَيَحْصُلُ**أَمْ أَنَّ هذا عَنْهُ أَنْتَ مُضَلَّلُ
تُمْسي وَتُصْبِحُ بِالهَوى مُتَعَلِّقاً***وَالنَّفْسُ تَأْمُرُ بِالفسادِ وَتَفْـــعَلُ
لَوْ كُنْتَ تَقْدِرُ أَنْ تَتُوبَ مَنَعْتَها*مِمَّا تَراهُ إلى الحَضيضِ سَيُسْفِلُ
وَإِذا النُّفوسُ على العُقولِ تَغَلَّبَتْ*أَلْفَيْتَ مُمْتَلِكَ المَعارِفِ يَجْهَلُ
لا تَنهَ مُنْحَرِفاً وَتَفْعَلَ مِثْلَهُ***فَالفِـعْلُ عَنْهُ لدى الخَبيرِ سَنُـسْأَلُ
////
يا أَيُّها البَشَرُ الشَّـكورُ لِرَبِّهِ***إنَّ السَّـعادَةَ في الحَياةِ بِحُــبِّــــهِ
تَحْيا القُلوبُ بِذِكْرِهِ وَبِشُكْرِهِ***فَتَزيدُ رُشْـداً في الأُمورِ بِـقُـرْبِهِ
رَبٌّ رحيمٌ بِالخُلودِ مُمَجَّـدٌ***مِنْ طيبِ ذِكْرِه نَطْـمَـئِــنُّ لِغَـيْـبِــهِ
بِكَلامِه القُرْآنُ عَلّمََنا الهُدى***وافَـرْحـــتاهُ مَنِ اسْــــتَعانَ بِرَبِّــهِ
وَمَنِ اسْتَمَرَّ على ضَلالِهِ مُلْحِداً***فَقَدِ اسْــتَحَقَّ جَهَنَّما لِعِـقابِـهِ

محمد الدبلي الفاطمي 

ليست هناك تعليقات: