على نفس الطريق
قلبي خائف
و خوفه لا يشبه خوفي
و خوفي أنا لا يشبه خوفه
فمشى الخوف بي خائفاً
و أنا خفت حين مشيت
بالخوف
دون أن أخاف على خوفي
فلا الخوف خاف مني و تاب
عن الخوف كي لا يخاف
و لا أنا أخافني الخوف من
الخوف لأخاف من خوفنا
معاً
فهو خوفي و أنا خوفه من
المخاف
فكلانا نخاف من أن لا يخاف
كل واحدٍ منا من الخوف
بالآخر
لكن خوفٌ ما قد خاف من
الخوف و خوفنا من المخاوف
فهو شديدٍ الخوف
و الخوف هو من سيرة التملك
بكل شيء
بخوفٍ قوي من المخافة فيخاف
خوفه من خوفي
و خوفي بدوره يخاف من خوفهُ
فيخافا
فهو خائفٌ من أن لا أخاف
من خوفه
و أنا أخاف على خوفه حينما
يخاف من خوفي
فهو من خوفهِ .......
لا يقول للخوف كفى يا خوف
تخوفنا
فلماذا هو يخاف إذاً على
خوفي
مادام خوفه لا يخاف من
خوفي
و كيف خوفي أخافَ خوفه
فخاف هو من أن يخاف
من خوفي
و أنا الذي خوفني خوفي
على خوفهِ
فهو يخاف من خوفي
و أنا كذلك أخاف على مخاوفه
و من كل شيء خائف
هو
فالمخافة وحدها خوفٌ بيني و
بينه
لكن من هو الذي لا يخاف
من الآخر
و خوفه الوحيد الذي يخاف
من الخوف بالعلن
فربما هو يخاف من أن يخوف
من يخاف فيحمل ذنب
الذي خوَفهُ
فيخافُ ذاك الخائف من خوف
الذي خاف من الأول
و أن لا يخوفْ بخوفه جدار
الخوف كي يبقى بظله
بلا خوف
فالخوف من التباشير الكاتبة
بالكتابة بأحرفٍ من الخوف
فيأخذنا للبعيد من خوفه
فالحروف تخاف من فوضوية
الكتابة فهي تخوض تجربة
الخوف الأخبر
فهي تخاف أن يمحو قلبي بخوفه
السطر الثاني من الحكاية
فيخاف
و هو من شدة مخاوفه يخاف أن
ينسى خوفي بسطره الأول فأخاف
مثلهم فيصيبني الإحباط
ثم يعود هو من النقطة البداية
و ينام بالخوف مقفلٌ
بمخافنا على خوف التدوير
أنا و هو و هي الخائفون من
لقائنا
فخوفي مع خوفه بخوفها
يصبح خوفاً واحداً
أنا بعيدٌ عن خوفه و خوفها
فأخاف من كبر الخوف هنا
بنا
كما يخوفني خوفي بموتي من
سقوط القصيدة من خوفها
من بعد موتنا نحن الثلاث
فالقصيدة الطويلة خائفة مثلي
و مثله و مثلها
القصيدة تقول أنا أخاف من
السقوط
و قلبي يقول أنا أخاف أن لا يخرج
مني ذاك الوجع القديم
و أنا أقول إني أخاف من الوقت
القصيدة خائفة
قلبي هو خائف
و أنا مثلهم الخائف المتكرر
فالحجارة وحدها تخاف أن تتحرر
من عبوديتها
فمتراً واحداً من أرض الأحلام
كان يكفي لنلتقي عليها
و لا نخاف
فالقصيدة هي الوحيدة تبقى
البريئة من ذنبنا
و أنا و هو كذلك البريئان من ذنب
القصيدة و من كل شيء
فهو البريءٌ و أنا البريء و هي
البريئة
فنحن الثلاث بريئين من خوفنا
و من لفظ القصيدة بالخطأ
المغلوط
فنحن الثلاث ضحايا الإنقلابات
على طريق السفر
بترتيب شكل القصيدة
هذه القصيدة
ابن حنيفة
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا ٢٠٢٤/٧/٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق