"في عتمة الحافلة "
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
القلب الكبير
-١-
خبر جميل الذي زفه إلي صديقي حسن، وهو أنه قد إلتحق بوظيفة قائد حافلة ،في شركة العقاب للسفريات، من وإلى العقبة ،وأن رحلتي لهذا الصيف سوف تكون على متن حافلته المسائية.
لكنه قال لي مؤكدا أن محطة الركاب الأخيرة لن تكون في العقبة وإنما إلى المنتجع السياحي في البحر الميت ؛وإنا بعد ذلك سنتابع الرحلة إلى العقبة وحدنا .
ثم أكد علي أيضا :
-لكنك لن تتمكن من الجلوس معي في غرفة القيادة ياصديقي ؟
-ولماذا .
-لأن المضيفة هذه المرة تكون صديقتي ،و ستكون إلى جانبي؛ ملازمة لي خلال الرحلة هههههه أرجو عدم إزعاجنا ؟
-تمام.
-بأمكانك أن تمضي وقتك كالأمير في حافلة مكونة من طابقين ،وإن أردت تستطيع النوم دون أن يزعجك أحد؟
-أفهم ذلك.
-لكن سنهبط في الاستراحة هههه حيث سأعزم صديقتي على العشاء ،
أما أنت فعليك إختيار المكان الذي يروقك لتجلس فيه وتتناول عشائك ومن ثم نتابع الرحلة ؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لقد كانت فرصة لي لأخذ عودي معي ،وهو صديقي الأكثر وفاء لي ،عسى أن يهبط علي وحي الألحان، وإن لم أنجح في ذلك بأمكاني أن أقرأ في الكتاب القديم المهترىء الصفحات الذي أعارني إياه صديقي مأمون والذي قال لي مؤكدا ومحرصا:
"إن لم تكن تجرؤ على قراءة هذا النوع من الكتب
فأنا لاأنصحك بقراءته خصوصا إن كنت وحدك في الظلام فأن عند قراءة بعض الصفحات الأخيرة من الكتاب سيحدث أمور عجيبة وقد يصبح الكتاب خطيرا إن لم تحسن التعامل معه ؟"
بلا شك هو يحب هذا النوع من الكتب لدرجة الهوس ، وهوسه به لايقل عن هوس صديقي حسن بالنساء ههههههه
ضحكت ساخرا وقلت:
-واااو ؟
-أراك لازلت تستهين به ياصديقي ،لكن أنا فعلت مايتوجب علي فعله ،و"ذنبك على جنبك "
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
إذا لايوجد معي في رحلة طويلة سيكون مسارها هذه المرة من الأغوار الجنوبية "طرانزيت "إلى العقبة؛ سوى عودي الحبيب و خزعبلات ذلك الكتاب القديم ،هذا شيء رائع جدا ..رائع حقا.
وصلت إلى مكتب شركة العقاب في مساء يوم الجمعة وقد تأخرت قليلا أثناء قدومي بسبب سوء المواصلات،كان صديقي حسن في إنتظاري وإلى جانبه فتاته الجميلة والتي تستحق وبلا مبالغة كل ذلك الاهتمام..صافحني وقال ممازحا بسبب تأخري فقط لدقائق معدودة لاتستدعي السخرية:
-أهلا وسهلا ..شرفت يا أستاااذ؟
-والله كان سوء المواصلات ياصديقي ،ثم أنت تعلم مسبقا بأني دقيق في المواعيد.
بينما إبتسمت الفتاة ذات الجمال والصوت المثير وقالت مرحبةبأعجاب لم تخفيه:
-أسعد الله مساءك .
رديت وقد سحرني جمالها وصوتها البعيد كل البعد عن كل تصنع وإبتذال :
-ومساؤك آنستي الجميلة .
قال حسن ممازحا وهو معتد بنفسه كعادته :
-لاتتقرب من صديقتي أيها الفنااان ..ياصاحب القلب الكبير والذي يتسع لجميع نساء الأرض ههههههه؟
"بالطبع أن سبب قوله هذا لأنه يوجد معتقد شائع بأن الفنان لايؤتمن جانبه على حبيبات و زوجات الأخرين "
وفي الحقيقة أن إبتسامتها الجميلة قد ألهمتني لحن جميل على الفور.
صعدت إلى الحافلة..جلست على مقعد فارغ بين مقاعد ممتلئة بالركاب الأوروبيين المتجهين إلى المنتجع السياحي في البحر الميت .
احتضنت عودي وانطلقت الحافلة بيوم قائظ في طرقات مشتعلة " كالمحماسة" من لهيب أيلول.
بقيت أتأمل الطريق بينما كنت أصل سماعات الأذن وأسمع الموسيقى وأنا كلي شوق إلى لحظة نزول هؤلاء المسافرين كي أبقى وحدي إلا من عودي فقط .
بعد ساعة ونصف الساعة تقريبا توقفت الحافلة أمام المنتجع السياحي ..نزل منها جميع المسافرين، ومن ثم إنطلقت الحافلة من جديد متبعة طريقها بأتجاه العقبة .
نهضت ..تجولت في الحافلة كي امنح ساقي بعض الراحة من الخدر الذي أصابهما بسبب الجلوس الطويل ،فأخترت لي مقعدا في الوسط بالطابق الثاني ،أمسكت عودي وعزفت معزوفتي الجديدة والتي الهمتني إياها تلك الفتاة؛ رفيقة صديقي حسن وقد إخترت لها عنوان "سحر صوتك ".
بعد ذلك حفزني الظلام في الخارج على فتح الكتاب القديم، المهترىء ،لتصفح بعض أوراقه و
"وللقصة بقية "
تيسيرالمغاصبه