الأحد، 7 يوليو 2024

نص نثري تحت عنوان{{الى متى}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{كرم الدين يحيى ارشيدات}}


 الى متى

د.كرم الدين ارشيدات
الى متى
الى متى ستبقى العناوين
 مبهمة
 لا نعرف معانيها
وإلى متى ستبقى
 مفرداتنا 
غير مفهومة
 تخلوا من كل المعاني
نضحك وفي اعماقنا 
جرحا 
نازفا لم يندمل
نضحك
 وفي داخلنا صرخات 
مدوية
 محبوسة بين اضلعنا
وقبل كل هذا كان الانسان حبيس
نفسه
اختار لنفسه سجنا
بعد عن حكم على نفسه 
بالعزلة الانفرادية
الى متى تبقى الاحكام الجائرة
على ما في قلوبنا من انسانية
تعبت وانا اردد بأن الانسانية 
نفخات حب تطلقها الروح
لتعيش بسكينة وسلام
نرسم الابتسامة على
 وجوهنا ونضحك على انفسنا
 ونحن نبكي
وندعي بأنها دموع 
فرح
والفرح بعيد عنا بعد السماء 
عن الارض
الى متى سنكون نحن 
بما نحمل
غير آبهين بما حولنا
متى
سنكون نحن
لذاتنا ولقيمنا التي تربينا عليها
نكون ملائكة بشرية 
طيبة ومتسامحة
ومتى نعرف معاني
 دواخلنا
تسألني روحي
ونفسي
وجوارحي
الى متى كل هذا؟
فأجيب
لا ادري
لأني وبصراحة 
لا اعرف
لا اعرف متى يطرح زرع الخير 
الذي زرعناه بنفوس من حولنا
اختلط علي كل شيئ
انتزع الابتسامة
 من دوامات احزاني
فالضحكة
 ليست إلا مجرد صرخة
 دوت بها روحي
الى متى
ستبقى ستائر سعادتنا 
تخفي خلفها 
آهات نفس اذبلتها 
الأحزان 
ودموع ذرفناها
 على من اقنعنا انفسنا بأنهم اعزاء
اعترف
اعترف بأني فشلت 
وهزمت شر هزيمة 
وكنت اتمنى الموت الرحيم 
لي ولنفسي 
اعترف
 بأني لم اعد اجروء
 على عصيان
 ذاتي
لا اجروء 
على اضهار دموعي
 وامسح الابتسامة الكاذبة
 من ملامحي
اضهر فرحي 
وانا في قمة احزاني
ابكي بكاء المغلوب
 على أمره
ارقص مذبوحا
واودع ذكريات دفنتها بأعماقي
كنت قد خفظتها من التلوث والتلون
والزيف
هي مجرد احرف 
لكلمات ارثي بها نفسي
مقدمات احزان 
لروح اوشكت على
 الفناء
فكرم الدين
 يستحق ان يرثي نفسه
ويقرأ الفاتحة على روحه 
قبل ان تقرأها عليه 
الناس
د.كرم الدين يحيى ارشيدات

ليست هناك تعليقات: