الثلاثاء، 23 يوليو 2024

نص نثري تحت عنوان{{شهادة قطرة ماء}} بقلم الكاتبة اللبنانية القديرة الأستاذة{{سهى زهرالدين}}


 (شهادة قطرة ماء )


على رصيف الأمنيات كنت أتأرجح 
أقهقه كالأطفال 
تارة" أغوص في الأعماق 
تارة" أتدلل عند شواطئ الأحلام 
سعادة في داخلي لا توصف 
أنا قطرة ماء 
إن ارتفع الموج اسمو نحو الله 
وإن خطفني المد والجزر أتشاقى كالأطفال 
سعيدة أنا في مملكتي 
صيف جميل ...حرارة عالية 
وأنا هنا بين أخواتي نتراقص نتعانق بهناء 
هي لحظات أحسست بأن جسدي بدأ يضمحل 
لم أعد اسمع شقاوة الزبد عند أطراف مدينتي 
بدأت اتبخر واتبخر حتى وجدت نفسي 
في رحم سحابة تتغاوى في السماء 
بدات أركلها لعلها تجهضني 
لا مجال المكان مظلم 
ناضلت في تلك اللحظات 
ففي تلك الزاوية سمعت صوت أخوتي 
أقاربي أهلي كلهم في حالة ضياع 
بلعت أنفاسي مرات ومرات 
وبت أسأل نفسي ما المصير 
مرت الساعات لاحقتها الأيام 
لم يعد للوقت قيمة 
غابت لحظات الفرح 
وأنا محشورة أكثر واكثر في رحم السماء 
وأنا في حالة الاغماء 
أحسست بلحظات  المخاض
شتاء عاصف ريح هوجاء 
ها انا اطير 
هل تحولت إلى عصفور 
لا مستحيل 
لم تنبت لي أجنحة 
فوجدت نفسي اسقط من جديد 
تبسمت اقشعر جسدي
روحي بدأت تهرول لتبحث عن السلام 
إنتهت الرحلة 
فوجدت نفسي في وعاء 
نظرت حولي فرأيت يافطة كتب عليها 
غزة أم الشهداء 
ما هي لحظات 
يد طفل دخل في أعماق الماء 
حملني في جوفه حتى شعر بالارتواء 
هنا فهمت ما قصده الله في مسيرتي في الحياة 
كانت رسالتي أن أروي عطش الشهداء 
أنا قطرة ماء ناضلت في صمت 
وكانت شهيدة في رحلة الحياة .

              سهى زهرالدين

ليست هناك تعليقات: