الأحد، 18 أغسطس 2024

قصيدة تحت عنوان{{صَمْتُ المَقَال}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{سامي يعقوب}}


الكِتَابَةُ بِأَبّجَديَةٍ ثُنَائِيِّةِ التَرقِيْم :

صَمْتُ المَقَال .

ذَهَبَ المَسَاءُ بَعِيْدًا ، نَحْوَ فَجْرٍ قَد يَطُولُ ، فِي خَرِيْفِ الكَلَام ...
و يَطُولُ شُرُوقُ الحَرفِ ، يَمْشِي بِيَ إِلَى ذِكْرَى سَوفَ تَأتِي غَدًا ، و يَنْطِقُ الصَمْتُ فِي سَمْعِ النِيَام ...
نَظَرتُهُ و قَد ضَاعَ وَهْمًا ، ضَاءَ وَهْمًا فِي البَعِيْد ، و أَنَا وَحْدِيَ مَن شَهِدَ البِدَايَةَ هَا هُنَا ، و هُنَا أَيْضًا مَاتَ الخِتَام …
ضَاقَت بِيَ أَنْفَاسِيَ فِي مُنْتَصَفِ الطَرِيْقِ ، فَذَهَبْتُ غَربًا لِلجَنُوبِ ، و الشَرقُ شَمْأَلَ يَجُرُّ خَلفِيَ لِلأَمَام ...
كَتَبْتُ حَتْفِيَ فِي خُرَافَةٍ تُروَى صَبَاحَ يَومِيَ ، و اليَومُ يَحْكِيْنِيَ لِلعَصَافِيْرِ حِكَايَةَ النَدَى ، يُولَدُ مِن الرَمَادِيِّ فِي غَمَام ...
جَاءَ الشِتَاءُ بَعْدَ عُمْرِيَ مَرَتَيّنِ مُمْطِرًا ، بِمَا يُشْبِهُ حَقِيْقَةَ المَعْنَى ، التِي تَقُولُ لِيَ أُغَازِلُ المَوتَ : عَلَيْكَ السَلَام ...
سَقَطْتُ بَيْنَ شِفَاهِ الحُلُمِ جَاءَ يَمْشِي حَافِيًا ، قَبْلَ مَوعِدِ القُبْلَةِ الحَرَّى بِشَهْرٍ و عَام ...
و بَيْنَ قِيَامِ النَومِ مِن جَوفِ خَوفِيَ ، و قَد اسْتَسْلَمَ لِنِدَاءِ الصَدَى ، يُثَرثِرُ هَامِسًا فِي مَسْمَعِيَ : أَنْتَ دُعَاءُ الحَرْبِ ، و جَفَافُ الخَرِيْفِ فِيْهِ انْتِقَام ...
اشْتَعَلْتُ دَمْعَ العَاشِقَيْنِ يَسِيْلُ حُبًا ، يَسِيْلُ حَيًا شَكْلَ احْمِرَارِ الوَجْنَتَيْنِ لَونَ الرُخَام ...
وَقْتَذَاكَ ضَاعَت مِنِّيَ الإِجَابَةُ ، لِلسُؤَالِ يَهْوِي مِن عَلٍ عِنْدَ صَدْرِ الخَطَابَةِ ، تَكْذِبُ القَولَ عَلَى جُمُوعِ السَامِعِيْنَ ، يَشْكُونَ العَمَائِمَ لِلعُرُوشِ التِي تُكَذِبُ وَقْتَ يَقُومُ الحُسَام ...
و تُكَذِبُ فِي هَمْهَمَةِ الخُنُوعِ ، غَضَبُ الأَفَارِسِ و الفَوَارِسِ يُسَابِقُونَ الرَدَى ، فِي حَرْبِنَا التِي تَعْنِي الجَمِيْعَ ، ضِدَّ غَاشِمٍ هَادَنَ الخِيَانَةَ ؛ صَافَحَت يَدَ الجَرِيْمَةِ تَحْتَ الرُكَام ...
فَهَبَّ الخَيَالُ يَرسُمُ الصَلِيْلَ نَصْرًا ، يَقْطُرُ مِن دَمِيَ يَفُورُ فِي الوَرِيْدِ ، صَيْحَةً كُبْرَى تُوقِظُ العَزِيْمَةَ بِالاسْتِسْلَام ...
و عَادَ الانْتِصَارُ نَفَسًا يَعْشَقُ الأَرضَ ، و جَدَائِلَ الجَلِيْلِيَةِ تَزْهُو لَوحَةَ رَبِيْعِنَا ، يَقْتَرِبُ ُمِن افْرَاحِنَا ؛ عُرْسَ الشَهِيْدِ ، ارْتَقَى هَادِئَ المَلَامِحِ مَع هَدِيْلِ الحَمَام …
ثُمَّ عَادَ الانْتِصَارُ فِي صَوتِ الصَهِيْلِ القَدِيْمِ ، و زَئِيْرِ القُلُوبِ الثَائِرَةِ عَلَى سُكُوتِ خَوفِهَا ، مِن سِيَاطِ الجَلَادِ ، آمِرَ اللِسَانِ عَن صَوتِ حَدِيْثِ الحَدَثِ الصِيَام …
فَأُرَانِي أَدْفِنُ الحُرُوفَ الغَائِمَاتِ فِي نَومِ القَوَافِي ، أَسْمَعُهَا تَقُولُنِيَ لِأَخِي الغَرِيْبِ : يَحْكِي مَا يَجِبُ أَن يُقَالَ صَحْوًا ، هَذْوَ مَن يَهْذِيَ رُؤَاهُ أَحْلَام .

سامي يعقوب . / فلسطين . 

ليست هناك تعليقات: