لم يكُن ذنبُ الريح
««««««««««««««««««
لَم يكُن ذنبُ الرِيح
فَهِيَ كَانتُ مِن ورقْ
تَتنَاثر في كُلِ الدرُوبِ
وهمٌ بِالضلُوعِ التَصقْ
استدرَجتني بُحُورهَا
حتَى غَرِقتُ
وظَننتُ النجَاةَ في الغَرقْ
أبحَرتُ في جنونِ عشقي
سَافرتُ في مُدنَ الشَوقِ
كَالذي يَعبُر من خلالِ نَفقْ
نِمتُ بينَ يدَيها طفلٍ
لاَيَعنيني مَاسَيأتي
ولاَ بَاكِياً مَاقَد سَبقْ
طَالمَا أسكُنُ صَدرَها
لاَيعنيني الزمَان مَاآتَ بهِ
ومَاسَرقْ
قُلتُ عَنها :رحلَةُ النُورِ
بعدَ عُمرٍ
مِن ضبَابٍ ومِن غَسقْ
أتَتني وأنَا نَجمٌ دائمًا
يَطوِيهِ الشَفقْ
صُبحٌ ضَائعٌ في الظلامِ
لَم يَنفلِقْ
قَالتْ :
سَأعيدُكَ لِبرَاحِ الكَونِ
فَلا تَخفْ
إن لاَحَ الحُزنُ في الأُفُقْ
ودَعْ أيلُولُ الحَزينُ يَرحَلْ
أنَا الرَبيعُ
سَأقتُلُ فِيكَ الخَوفُ والقَلقْ
يَاصَاحبَ الجُرحُ المَرِيرِ
نَمْ عُصفُورًا آمِنًا
أنَا عُشي لَن يُهدَمُ وأبدًا
أبدًا لَن يَحتَرق
لِيكُن الحُبُ بيني وبينِكَ
بُحُوراً
فَألقت بي في جَحيمٍ أحتَرقْ
استَفقتُ فَلم أجد غيرَ
غُربتي وحْدَتي
وبقَايا من شِعرٍ لم يُقل
وصَرخةٌ تُحاصرُها الدموعُ
فَتختَنِقْ
أنَا من كُنتُ مَلِكاً ورَمزًا
أصبحتُ رمَاداً تذروهُ الريحُ
يَتنَاثرُ دمعًا في كُلِ الطُرقْ
ورِوايةً في قصصُ العِشقِ
لَم تَكتَملْ
لَم يَقرأها مَن قَرأ
غَدوتُ ماضيِاً لن يَحيا
وأنَا حَاضرُ العِشقُ في عَينَيها
والحُلمُ حِينَما خُلِقْ
أيُّ وهمٍ كَانت؟!!
وأيُّ سرابٍ عَانقتُهُ؟!!
كِذبَة العُمرِ سَكنتْ بِقلبِ
منْ صَدقْ
قدرٌ
قدرٌ أن أبقَى غَريبًا
فَأنا والغُربةُ
حَتَى في عَينَيها لَم نفتَرقْ
«««««««««««««««««««««««
حسام الدين صبري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق