ماذا سيأخذُ النازحون؟؟!
تخيّل أنكَ في بيتكَ مثلهم ، وفجأةً يأتيكَ القصفُ مباغتة وتأتيكَ دعوات النزوح كأنها قدرُكَ الأسود الذي لن تستطيعَ الفرار منه. عندها ماذا ستاخذُ معك قبل أن يتبعك صاروخُ الموت الأزرق؟ حسناً: اجمع نفسك وروحك وقلبك تحت طيات ثيابك المفضلة. إحمل كل ورقة تثبت أنك في يوم ما حققت شيئاً او حصلت على درجة علمية. خذ معك اوراقك الثبوتية لتثبت أنك لا زلت موجوداً. حضّر ( بقجة) ذكرياتك ورتب داخلها رائحة أطفالك وصدى ضحكاتهم الملتصقة على الجدران ، دموع الأبواب التي ذرفتها حين غاب الأحباب وغابت لمساتهم على مقابضها . إحزم عبير قهوتك من على ياسمينة (البلكونة) وإطلالة الجيران على نوافذك ولا تنسَ فرشاة الدهان فربما قمت بطلاء شوادر الخيمة بظلال الخذلان ، وضع مفتاحَ البيت تحتَ حزامك فلا شك أنك عائدٌ بعد وقتٍ قصيرٍ قد لا يزيدُ عن سبعين عاما من الخيبات. اما في جيبك فاحفظ بواكير الفرح منذ صرختك الأولى وفي جيبك الداخلي الحصين ضع رسالة حبيبتك الأولى وعتّق أضواءَ القناديل في الشارع الطويل حيث كان الموعد الجميل ولكن مهلا لا تطيل فالوقت بين المساء والنزوح قليل.
#بقلمي
#إيمان_مرشد_حمّاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق