تنساب خطواتها كهمسات خفية في قلب المدينة، فتتنهد الأرصفة
تحت قدميها، وكأنها كانت تنتظر مرورها لتستعيد نبضها. يمر
النسيم بلطف بين خصلات شعرها، فيحمل معه سرّ الحياة
وينثره على الأرجاء كعطرٍ لا يزول.تلألأ النوافذ حين تنعكس فيها
عينيها، وكأنها ترى العالم لأول مرة، وتُبحر الأرواح التي تجلس
في المقاهي حولها، تترقب من بعيد تلك الحركة الهادئة التي
تحمل معها سلامًا داخليًا يشبه الفجر حين يلتقي بالبحر.
كلما خطوتِ، تهمس الأشياء بامتنان، وتبتسم السماء في
رقتها، فتدرك المدينة أن حضورها ليس مجرد عبور، بل
هو لقاء عميق بين الروح والأفق..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق