الثلاثاء، 8 أكتوبر 2024

نص نثري تحت عنوان{{خريفٌ رماديّ}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{سمر الكرد}}


" خريفٌ رماديّ "
عامٌ كاملٌ مضَى 
تتهَادَى مساءاتُنا طيَّ ضبابيَات الغسَق 
تبتلِع تناهِيدنا ممزوُجةً بالخيبَة 
أشعّةَ الغرُوب الشّاحِبة 
تجُولُ غيومَ المَغيبِ فوقَ أرواحِنا 
نكتُمُ أنفَاسنا تحتَ وقعِ القذائِفِ الغادِرَة 
تنشُرُ الضّوعَ مُترنّحا رَهيفَ الأثر 
على ذاتِ الطلّ الوَديد 
تلهثُ أنفَاسنا جوعَى لزحفِ الحيَاة 
تلكَ الريحُ الجوفَاء 
تحمِلُ فضفَاضَ نداءاتِنا للرّاحلين 
يتمزّقُ  طيّ نسيجَها حناجِرنا 
كلّما ارتدّ معَ الصدَى خواءً من حَفيف 
رحلُوا معَ الغيمِ البَعيد 
تحتَ أزيز الرّصاص المُتناثر 
تصفُر معَ الرِّيح صيحاتِنا المكتُومة 
نحيَا قيدَ حالاتٍ من الترقّب الضّاج 
مَن تُراهُ سيغفُو مُفارقاً بعدَ قلِيل ..!؟
لاحيلةَ لنا هُنا 
سِوى أن نغرِفَ الغَسق 
نتقاسَم العتمَ كتماناً معَ الّليل 
تتسَللُ بينَ نُتوءاتِ الخيَامِ  و ريَاحُ الخريفِ
حواسّنا المُختبِئَة فرطَ وَجلنا الدائِم 
ليتنَا نُمسِكُ أنسَام الشّوق 
نُرتّب الحَنينَ خلفَ نوافِذ الأمل 
نُسافِر إلى الخيَالِ المُمكن 
نغلِي ركواتِ بُنّ المَساء
 بِنكهةِ سحرِ القصِيد المُعتّق 
نُدندَن بِألحانِ نَشوةِ الذي لا حيلَة لهُ إلا أن يبتَسم لِموته 
مُلتَهِبٌ بنارِ الأرق  حَولنا كلّ شيء ..
نتنَفّسُ الوقتَ خيالاً مُتوَجّس 
كلّما فاضَت حولَنا رُوح 
قتلَ الوجدُ آلافاً نفَضها جسدُ الوَقتِ 
أمّا أنا ياخَريف 
لَكَم أشتاقُ حبيبَتي الرّاحِلة  
لَكَم أرغبُ أن ألمسَ وَجنتيهَا ..
أُقدِّمُ لها حفنةً من  أشواقيَ 
أنظُرُها بِصُفوفٍ من النَّظَراتِ المُتأمّلاتِ 
وعينايَ تُعانِقُها مليّا   
إلى شامِخاتِ أرواحِ شُهدائِنا  ..
ليتكُم تَعُودونَ  سَاعة 
نَستَشعِرُ منكُم  نَّشوةَ الفَوزِ الّذي نُلتم ..
و نعُود وَحدنا وَحيدينَ بنَا 
نرتّب لحظاتِ الفرَح المَسطُورة في الذَّاكرةِ ..
تُرَى .. 
أينَ سَنكونُ عندَ الخريفِ الثَّاني ..!؟
نتَمالكُ دَمعَنا و معَ أولّ قطراتِ الغيث 
نبكِينا دهراً من مُرِّ البُكاءِ ....
#سمرا

سمر الكرد .. فلسطين 

ليست هناك تعليقات: