المُسنة التي سأكونها
يوماً ما ستمرُ الأيام والسنين
وهي تتمطى كقطٍ كسول
ستتناقصُ ساعتي الرملية
وسأصبحُ عجوزاً يخنقُها الحنين
لأيامِ الصبا القديمة في ذاكرتي
وسأسمعُ همساتِ الصبايا واليافعين
تناديني وكأنها لا تريدُ ان تكونني
عندها حتماً سأوصي قلبي الحزين
أغرقي ثيابكَ وانفاسكَ بالعطر
فاحفادي لا يحبونَ رائحةَ العجائز
لا تصرخي عليهم
فهم لا يحملونَ وِزرَ جرحِ الياسمين
اصنعي لهم الحلوى والحساء
واسمحي لهم بالنوم في حضن الغائبين
لا توقظيهم باكراً حتى لو رحلَ الظلام
فالأطفالُ لا يحبون الكبار المزعجين
لا تروي لهم قصصَ البطولة
في زمن الجُبن فهم لن يحبوا الكاذبين
قُصي عليهم كيفَ ينسجُ الإنسان
حروفَ مأساته ثم يصبح لها من اللاعنين
لا تُخيفيهم بظلالِ الأشباح
في الطابق العلوي ولا بالغول الأزرق اللعين
في الليل لن تسكنَ الأرواح
ذاكرةَ الأسقف إلا إذا جسدها خوفنا المكين
لا تحيكي خيوط المدح لزمانك المنصرم
ولا تعيبي زمانهم فهو لهم ابيض كالياسمين
مرري لهم الكثير من الحكمة
من بين كلماتك وذكريهم بتجاعيد السنين
لا تخجلي من خيطك المتراقص بعيدا
عن عين إبرة ترتقين بها قمصان الملل الحزين
لا تخجلي من نسيانِ أسمائِهم
ومن تكرار نفس الكلمات كأنها اناغيم العالمين
لا تحزني من هروب الذاكرة
فهذا ما يفعله العالم كل يوم بلا خجل
فلماذا لا يفهمون حالنا وقد اصبحنا غافلين؟
#بقلمي_إيمان_مرشد_حمّاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق