الأربعاء، 20 نوفمبر 2024

خاطرة تحت عنوان{{شُرُوقُ الوِدَاعِ}} بقلم الشاعرة الأردنية القديرة الأستاذة{{رجاء عبدالهادي}}


شُرُوقُ الوِدَاعِ
بَعْدَ لِقَاءِ الْأَرْوَاحِ الَّذِي أَشْبَهَ شُرُوقَ الْوَرْدِ فِي أَحْدَاقِ الصَّبَاحِ، 
نَحْنُ الْآنَ عَلَى عَتَبَةِ الْوِدَاعِ... 
كَيْفَ تَسْتَطِيعُ الْقُلُوبُ أَنْ تُوَدِّعَ 
مَنْ كَانَتْ خُطَاهُ 
بَصْمَاتِ الْقَمَرِ عَلَى طَرِيقِهَا؟
يَا لَهَا مِنْ لَحْظَةٍ تُشْبِهُ قَطْرَةَ نَدًى تَنْزِلُ عَلَى وَرَقَةٍ وَتَنْزَلِقُ بَعِيدًا،
تَتَرَاجَعُ وَلَا تَعُودُ... 
نَظَرَتْ عَيْنَايَ إِلَيْكَ، 
وَفِي كُلِّ نَظْرَةٍ، 
كَانَتْ حُرُوفُ الصَّمْتِ 
تُلَحِّنُ أَنْشُودَةَ الْفِرَاقِ.
إِنَّ الْوِدَاعَ أَشْبَهُ بِسَرَابِ الْمَطَرِ، 
يُبَشِّرُ بِغَيْمَةٍ، 
وَلَكِنَّهُ يُخْفِي فِي طَيَّاتِهِ 
غُرُوبَ الْحُلْمِ. 
وَمَعَ ذَلِكَ، أُدْرِكُ أَنَّ فِي كُلِّ نِهَايَةٍ مَوْعِدًا لِبِدَايَةٍ جَدِيدَةٍ، 
كَمَا يَرْسُمُ اللَّيْلُ صَفْحَتَهُ لِيَأْتِيَ الصُّبْحُ وَيَبْتَسِمَ.
إِلَى لِقَاءٍ آخَرَ، 
حَيْثُ يَحْتَضِنُ الزَّمَانُ قِصَصَنَا الْجَدِيدَةَ، 
وَتُزْهِرُ فِي حَدَائِقِ الذِّكْرَى زُهُورُ اللِّقَاءِ. 

رجاء عبدالهادي 
الأردن

 

ليست هناك تعليقات: