الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024

قصيدة تحت عنوان{{أطياف الخذلان}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{عائشة ساكري}}


 **أطياف الخذلان**


  ذنبي وذنب الأيام، قد غفلتْ
  وسيفُ بعدِك زلزلني وما رحلتْ

  وحدي بغربتي أضمد أوجاعي
  أرتق ثوبَ حزني فيمَ قد فعلتْ

  يا..ويحَ قلبي مـن طعناتِ خافقِهِ
 طعنٌ غدا ضِعفَ ما قد كنتُ أحملتْ

  دمعي حكى ما بي لَكنّ ما وعَى
  من أسقيتُه ودًّا فزادني ما احتملتْ

  أسقيتهم مـن شذا الروح شهدَ نقـى
  وهم سقوني مرًّا، فازداد بي شعلتْ

  جرحُ الوفاءِ يزيد في كلِّ زفرةٍ
  والقلبُ ينزفُ مـن عدمي إذا حملتْ

  سهرُ الليالي لم يكن شفعًا لَهُم
  ولا حكايا وفائي عندهم ثملتْ

  يا صاحبي الأمس، كيفَ كنتمُ؟
  قـربى، وجئتمُ غرباءَ إذ سألتْ

  دفءُ البداياتِ صارَ بُرْدَ خاتمةٍ
  وقسوةُ العهدِ ما جلبَتْ إلا علتْ

  ورغمَ وجدي أهديتُكم ماءَ جوفِ
  وعبأتُ دربكم وردًا وإن وعلتْ

  وحين غابوا، تُركْتُ أنزف وحدتي
  أصارعُ ظلِّي والوجوهُ إذا نزلتْ

  ما أنصفوني فتركتهم لعذابهم
  لعلّ نسيانَ عمري طيفَهم حملتْ

  أو أنّ دهرًا يجيئُ ليكتبُ خاتمةً
  لا خيانةٌ فيها ولا أمنٌ بهذا كملتْ

  لعلّ جبرًا يداوي ما تهشّم داخلي، 
  ويحيي في الروح أملاً جديدًا 
          لا زال قد بُذلت.

عائشة ساكري_تونس – 26-11-2024

ليست هناك تعليقات: