الاثنين، 2 ديسمبر 2024

قصيدة تحت عنوان{{أُسَبّحُ ساجِداً}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


أُسَبّحُ ساجِداً

إلَهي أنْت حِرْزي يا ودُودُ
بكَ العَلْياءُ يَطْــــبَعُها الخُـــلودُ
أُحِبُّكََ والدُّموعُ تَزيدُ سَيْلاً
وأَنْتَ اللهُ والصَّــــمَدُ الوَدودُ
أُسَبِّحُ ساجِداً طَمَعاً وَخَوْفاً
وأَرْغَبُ أنْ يَطولُ بيَ السُّــجودُ
وَلَسْتُ بناكِرٍ فَضْلاً كَريماً
وَخَيْراً يَسْتَنيرُ بِهِ الوُجــــودُ
صَلاةُ العَبْدِ بالأسْحارِ تُحْيي
وَعِنْدَ الفَــجْرِ تَنْــفـتِحُ الوُرودُ
                                 
بِحُبِّ المُصْطَفى أَمَرَ المُجيبُ
بِهِ الصَّلَواتُ خاشِـــعَةً تَطيبُ
وَبِالأذْكارِ تَسْطَعُ في اللّيالي
نُجومٌ عَنْ تَعَبُّـــدِنا تُجـــــــيبُ
فَصلُّوا يا عِبادَ اللهِ صَلّوا
فإنّ الدّاءَ يَرْفَعُــــهُ الرَّقيـبُ
وصفُّوا نِيّةَ التّقْوى احْتِساباً
فَرَبُّ العَرْشِ رَحْمَـــــتُهُ قَريبُ
فلا عُسْرٌ يَدومُ ولا رخاء
وبيْنَ الحالَتَيْنِ جَرى العَجـيبُ
                              
مُحمّدُ بالصّلاةِ عَلَيْهِ نَحْيا
فَهَيّا بالــــصّلاةِ علـــــيْهِ هَيّا
حَديثُهُ بالإضاءَتِ كانَ شَمْسا
وَشَرْحُهُ للهُــــدى يَزْدانُ وَحْيا
أنارَ لَنا الظّلامَ بنورِ هَدْيٍ
تَعَطّرَ بالجَلالِ فَــــــفاحَ هَدْيا
ألا صلّوا على المُخْتارِ عِشْقا
لَقدْ سَكنَ القُلوبَ فَــصارَ حَيّا
صلاةُ اللهِ فازَ بِها حَبيبٌ 
إلى الرّحمان أخْلَصَ في النَّــوايا
                             
أتى التّغْييرُ في زَمني اضْطِرارا
وَمِنْهُ النّاسُ قدْ رَكضوا فِرارا
أتانا بالوَباءِ فصارَ حَتْماً
وما تَرَكَ القَضاءُ لنا اخْتِــــيارا
عَلَيْنا أنْ نُغَيِّرَ ما أَلِفْنا
وَأَغْبى النّاسِ مَنْ رَكِبَ الحِـمارا
إذا ما العَزْمُ قَرّرَ خَلْعَ نَيْرٍ
سَيَنْزَعُ عَنْ إِرادَتِهِ الغُبارا
وَإنّ إرادَةَ الإنْسانِ تَقْوى
فتَدْفَعُ نَحْوَ مَشْرِقِها القِطارا
                              
نُساسُ كَما أرادَ لنَا الذّئابُ
وَيَحْرُسُنا مِنَ الهَــــرَبِ الكِلابُ
نُباعُ بِأَبْخَسِ الأَثْمانِ نَقْداً
وَقَدْ حَضَرَ ابْنُ آوى والغُـــرابُ
وَنَرْفُضُ أنْ نَكونَ بُناةَ عَصْرٍ
وَمُـــــجْتَمعاً يُعَلِّمُهُ الكِتابُ
وإنّ اللَّغْوَ في الإعْرابِ حَيْفٌ
وَعَرْبَدَةٌ يُجانِبُها الصَّــــوابُ
وَخَلْفَ النّحْوِ تُبْتَكَرُ المَباني
فَيَرْقى في تَعَلُّمِهِ الشَّـــــبابُ
                                 
أرى الأقْلامَ تَعْثُرُ في خُطاها
وَتَعْلَمُ أَنّها اتّبَعَتْ هَـــــواها
تَغَلْغَلَ في مَفاصِلِها انْكِماشٌ
فَعَطّلَ بالهوى عَمْداً خُـــــطاها
كأنّ حُروفَنا هَرِمَتْ وَشاخَتْ
فَسَلَّمَتِ البَيانَ إلى سِــــواها
تَغَرَّبَتِ الفصاحَةُ في بِلادي
وَلَمْ تَصُنِ البَلاغَةُ مُسْــتواها
وَأَضْحى اللّغْوُ في لُغتي ذَميماً
كَذلِكَ في انْتِكاسَةِ مُحْـــتَواها

محمد  الدبلي الفاطمي 

ليست هناك تعليقات: