أجنحة الغياب
هكذا هو الغياب
يُسدل على أرواحنا ستار الحنين
ويجعل من الأيام صحراءً
لا ترويها سوى دموع المهاجرين.
نحمل حقائبنا المليئة بذكرياتٍ مهشّمة
ونسير في دروبٍ لا تعرف الضياء
كأنّ الوطن قد صار أغنيةً مقطوعة
لا تسمعها إلا القلوب التي أرهقها البكاء.
يا وطني
أما آن لظلالك أن تعود؟
أما آن لهذه المنافي أن تنتهي؟
فإنّ قلوبنا لم تعد تحتمل
هذا النزيف الدائم في الأفق البعيد.
نحلم بعودة الطيور إلى أعشاشها
وبنسائم تحمل رائحة الزيتون
لكنّ الغربة كأنّها سيف
يمزّق أحلامنا كلّما لاحت لنا بارقة أمل.
أيها الليل الذي يبتلع كلّ شيء
هل تُعيد لنا النجوم وجه السماء؟
وهل ينبت الربيع من رحم هذا الجفاف؟
يا وطنًا حُبس في صدورنا
ويا قلبًا انفطر شوقًا إليه
سنحمل الحلم في أعيننا
ونرسم على ملامح الغد أغنية العودة
مهما اشتدت عواصف الغياب.
فإنّ الأوطان لا تُنسى
وإنّ القلوب التي تنبض حبًا
لن تخذلها الحياة يومًا
وإن طال الطريق
رجاء عبدالهادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق