وجهٌ أسمرُ لفحته
شموسُ القيظِ بلا وهنِ
وجسدٌ أنهكهُ البردُ
وفاضَ نصبًا من كدحِ الزمنِ
وعيونٌ منها يشعُّ الأملُ
في تحدٍ صارخٍ للنوبِ
ابتسامةٌ رغمَ الجراحِ تراها
شعارُ رضاها بما كان نصيبَ القلبِ
هي المرأةُ التي تكابدُ الحياةَ
بلا كللٍ ولا ارتخاءِ
في الحقلِ فلاحةٌ تسقي الغراسَ
وتشذبُ الأغصانَ في صفاءِ
وفي البيتِ أمٌّ وسيدةٌ حكيمةٌ
تعلمُ أبناءَها عِزَّ العطاءِ
ومبادئَ الحياةِ حبًّا وإخلاصًا
كي يبقى العملُ رايةَ البقاءِ
امرأةٌ جبلتْ على التضحياتِ
وقتًا وصحةً دون التفاتِ
غيرَ آبهةٍ بسنينٍ مرتْ
سرقتْ زهرةَ شبابِها في خفاءِ
وما زالتْ تبتسمُ قانعةً صامدةً
لله درُّكِ أيتها الحرةُ
أنتِ المثالُ، فيكِ العزُّ يتجلى
تبقينَ حرةً أبدًا في العلياءِ
الأديبة غزلان حمدي - تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق