الخميس، 23 يناير 2025

نص نثري تحت عنوان{{عيون وراء الشمس}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


"عيون وراء الشمس"

هناك، حيث تنطفئ الأضواء
وتبتلع الظلال نفسها
لا شيء سوى صمت يتكسر
على مرايا الوقت.
الأشياء تتحول إلى أسماء
والأسماء تذوب في أوهام
تتلاشى في فوضى المعنى.
كل نافذة جرح مفتوح
على ليل متكرر
وكل باب عبور
إلى متاهة بلا مخرج.
العيون لا ترى لكنها تراقب
من خلف حجب الكلمات
وهمس الصدى البعيد.
الحقيقة تغفو خلف أسرار الضوء
والخطوات تتبعها
كظل مذعور يبحث عن يقين.
الماضي ليس ماضيًا
بل أفق معلّق بين موت مؤجل
وبين ولادة لم تكتمل بعد.
الزمن يعيد تشكيل ذاته
كمرآة ترتجف أمام وجه غريب
والأفكار مرايا معتمة
تعكس الفراغ وتعيد خلقه.
الجدران تهمس بأصوات غائبة
والريح تكتب رسائلها
على نوافذ منسية.
الإنسان أثر خفيف
على جلد اللحظة الهاربة.
الشمس ليست سوى عين عمياء
تترقب الحقيقة
من خلف ستائر الاحتمالات.
المسافات تنحني على نفسها
كفكرة لم تكتمل بعد،
والليل يتساقط من أصابع الوقت
كرمل بارد.
لا شيء يقين
إلا ارتجاف المعنى
وذوبان الحكايا في صمت الأشياء.
كل نظرة سؤال
وكل همسة سر
وكل حلم عبور نحو المنفى.
هناك
الأحلام ظلال تبحث عن ملامح
والأبصار عالقة
بين زمنين لا يلتقيان.

بقلم دنيا محمد(فلسطين) 

ليست هناك تعليقات: