الأحد، 12 يناير 2025

نص نثري تحت عنوان{{الانتظار}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


 الانتظار ـــــــــ

كُرْسِيٌّ مُتَهالِكٌ يَنْحني عَلَى ظِلِّهِ
كَكائِنٍ هَرِمٍ يُراقِبُ غِيابَ نَفْسِهِ
ساعَةٌ عَلى الْجِدَارِ تَلُوكُ الثَّواني بِأَسْنانٍ مَكْسُورَةٍ
كَوَحْشٍ يَقْتاتُ عَلَى عِظامِ الْأَمَلِ
عَقارِبُها سُيُوفٌ صَدِئَةٌ
تَدُورُ حَوْلَ عُنُقِ الْحَنينِ دُونَ أَنْ تَقْطَعَ الْحَبْلَ
عَيْنٌ نِصْفُ مُغْمَضَةٍ تَحْلُمُ بِسَماءٍ لَا تَعْرِفُها
أَنْفَاسُ الرِّيحِ مَجْهولَةٌ
تَسْردُ قِصصَ الْغِيابِ بَيْنَ الشُّقُوقِ الْباردَةِ
الضَّوْءُ وَتَرٌ مَقْطوعٌ يُعَزِفُ صَرْخَةً
صَامِتَةً عَلَى أَرْضٍ خاوِيَةٍ
مِسْبَحَةٌ مِنْ دَقاتٍ تَتَساقَطُ
في هاوِيَةٍ لا قَاعَ لَها
نَبْضَةُ طائِرٌ جَرِيحٌ يُحاوِلُ الطَّيَرانَ
في قَفَصٍ مِنْ دُخانٍ
الْأَمَلُ خَيْطٌ وَاهِنٌ يَرْبِطُ
بَيْنَ الْغَدِ والْمَجْهولِ
كَجِسْرٍ فَوْقَ الْفَراغِ
بَعِيدٌ لَكِنَّهُ يَخْتَفي كُلَّما اقْتَرَب
يَنْحَتُ فِي الروحِ تِمْثالًا مِنْ وُجَعٍ
يَرْفُضُ الانْهِيارَ
سَجانٌ أَعْمى يُعْقِدُ حَوْلَكَ سَلَاسِلَهُ
دُونَ أَنْ تَرَاهُ
صَدَى لأصْواتٍ لَمْ تُسْمَعْ
وَظِلالٌ لأَحْلامٍ لَمْ تُولَدْ
مِرْآةٌ كَاذِبَةٌ تُعَكِّسُ وُجُوهَنَا
كَما تُرِيدُها لَا كَما هِيَ
سِكِّينٌ خَفِيٌّ يُمَرِّرُ بِبُطْءٍ فَوْقَ
حَنْجَرَةِ الروحِ دُونَ أَنْ يُنْهِيَها
في النِّهايَةِ
 الانْتِظارُ صَلاةٌ بِلا إِلهٍ
سُؤَالٌ مُعَلَّقٌ فِي هَواءٍ لَا يَتَنَفَّسُ
خَرِيطَةٌ مِنَ الطُّرُقِ الَّتي لا تُؤَدِّي إِلى شَيْءٍ
قَصيدَةٌ بِلا بَيْتٍ أَخيرٍ
وَطَنٌ مِنْ وَهْمٍ يُسْكِنُ غُرَباءَهُ وَلَا يُحَرِّرُهُمْ......

دنيا محمد(فلسطين)

ليست هناك تعليقات: