الخميس، 30 يناير 2025

قصة قصيرة تحت عنوان{{قطار البصرة}} بقلم الكاتبة القاصّة العراقية القديرة الواعدة{{مها حيدر}}


قطار البصرة

كان ينتظر عند المحطة آملًا رؤية اِبنته مع ابتسامتها، ليستقبلها بحضنه الدافئ، توقف القطار، نزل الركاب، لكن لم يجد صغيرته.
 لفت انتباهه موقفاً مؤثراً بين أب وابنته وهو يعدها بجميل الوعود فقال :
- مهما حدث سأجوب العالم كي أجدكِ.
قرر أن يمتطي قطار البصرة، وما أن دلف حتى هُيِّئ له أنه رأى صورة على الأرض لابنته، نزل مسرعًا وعيناه تتفحصان الوجوه:
- هل أنتِ هنا ؟!
وللأسف لم يجدها .. بحث طويلًا وغادره القطار بعيدًا.
- يا لحظي السئ !!
جلس وقد بدت ملامح التعب على محياه، وغلبه النوم فاستسلم له.
- أبي .. أبي !!
أستيقظ متلهفًا: أخيرًا وجدتها !!.
قال طفل: - آآآه … أنا آسف حسبتك والدي.
حضن الولد الصغير، وقال له بصوت ضعيف:
- لا بأس، مرحبًا بك.
جاء قطار آخر، ركض نحوه وركب متسائلًا:
- ابنتي ، انتِ هنا ؟!!
حضنها بشدة، فرك عينيه، أنها مجرد تهيؤات، تأسف لحاله ولذكرياته مع صغيرته.
نزلت دمعة على خده، وقلبه دامٍ حطمته قساوة الحياة.

مها حيدر 

ليست هناك تعليقات: