الثلاثاء، 4 فبراير 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


(في عتمة الحافلة)
  سلسلة قصصية 
        بقلم:
  تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
       الأرملة السوداء 
              -١-
          

لم أعلم ماالشيء الذي جذبني إليها، في تلك اللحظة تساءلت في نفسي؛ وهل من الممكن أن تجذب المرء من كان لونها مختلفا  عن لونه إلى تلك الدرجة.أن ماأقصده هو الشعور الحسي و الشغف.
"الاسمرار القاطع" ؛ بالمعنى الصحيح سوداء وليست سمراء.
وهو إن صح التعبير "اللون المبالغ فيه من صنع الخالق".
أن حظي في  رقم تذكرتي يحتم علي الجلوس على واحد من المقاعد الأربع المشتركة حول الطاولة،وكانت الفتاة أمامي مباشرة ،وبما أني كنت أغطي عيني بنظارتي الشمسية،فذلك لايمكن أحد من رؤية عيني وتعبيراتها، أو إلى ما أنظر  من خلالها.وظروف مقعدي المواجه لها يحتم علي أيضا  تأملها بعمق والغوص في تفاصيلها أثناء تحدثها في هاتفها بطريقة الهمس ،مما يدل على أنها كانت تحدث أحدا ما..رجل..وتثيرة بابتذالها، هو على علاقة بها ،سوى أكان ؛صديق ،حبيب ،لا فرق. أن شفتاها الصغيرتان كانتا شيئا جديدا لامرأة ؛لنقل امرأة من فصيلة الزنوج.
أما عندما غفيت على مقعدها المريح  فبدت كما وإنها تنام على سريرها،أو إني شعرت وأنا أتأمل بشرتها الملساء اللامعة في تلك اللحظة بإنها تستحق ماهو أفضل.
كانت قاعدتي في الحب والعشق   منذ أن ولدت ولازلت بأن البشرة البيضاء هي قاعدة أساسية للجمال ،إن إنعدم البياض فلا حاجة للبحث عن كل الباقي،فتساءلت لأول مرة في حياتي ؛ هل سواد كسواد الليل الحالك  يمكن أن يعيق الجمال ..أو أن يقف حائلا بين إقامة علاقة ما مع من تكون من لون آخر.
وقد يكون شيئا جميلا بالنسبة لشواذ المشاعر. 
تبتسم في نومها فتسحرني بسحر عجيب قد أناقض نفسي فلا أجد له أي مبرر،ماذا تفعلين بي أيتها الزنجية ..أأنت ساحرة!! وماذا رأيت في نومك مايستدعي الضحك!
أشعرت وسمعت بما أشعر وما أفكر به؟
كان يجلس إلى جانبها رجل متأنق ،شعره أصفر ،كان يفوق بوسامته تلك المرأة البيضاء البدينة التي كانت تجلس مقابلة له مباشرة،وكانت إلى جانبي في الوقت نفسه..لكنها كانت تتبادل معه نظرات السخرية من تلك السوداء النائمة ،وقد تكون تلك المبادرة هي إما مبادرة للتعارف ،أو اجماع على العنصرية التي لازالت طاغية في مجتمعنا العربي والتي تفرق بين عربي وعجمي ..بلا تقوى.
لكن في الحقيقة أن تلك المرأة البيضاء ،البدينة ،المقززة لاتمتلك أي نسبة من الجمال ولو خيرت فيما بينها وبين المرأة السوداء فحتما لن  أختارها هي  أبدا ؛وإنما سأختار المرأة السوداء في حالتنا تلك.
 رفعت نظارتي الشمسية من فوق عيني وعلقتها بين أزرة قميصي، كي أتمكن من تأمل الساحرة السوداء.
أفاقت من نومها فالتقت النظرات المباشرة ،كنت لم أفق بعد من هيامي بها.حتى متى ما تنبهت لذلك، شعرت أنا بنوع من الارتباك في حضرة الجمال الغريب !،والهيام الجديد في حياتي الغرامية،أو الذي قد يكون هياما..أو حبا في التنويع ..أو حالة شذوذ جديدة  ..ربما. 
لكن ذلك "تعجيز" قلبي القاسي ..سريع التعلق حتى بالمنحوتات المعروضة في المتاحف من صنع فنانين.
أما هي فإبتسمت،لكن  وأنا في غمرة إرتباكي سقط هاتفي ليستقر تحت قدميها ،إنحنينا معا بتلك الصدفة التي نادرا ما تتكرر لتتلامس وجنتانا فتتبادلا القبل السريعة.. بعيدا عن هدف الشفاه المباشر .
 بصعوبة مديت يدي  لالتقاطه..  التقت أيدينا في مبادرة حسنة ،وتلامست أيضا في العتمة اللذيذة ، فالتقطت هي  هاتفي ورفعنا رؤوسنا معا ..مدت الهاتف إلي وقالت وإبتسامتها الساحرة لاتفارقها:
-تفضل ..هذا هو؟

         " وللقصة بقية "

تيسيرالمغاصبه 

ليست هناك تعليقات: