- سلا قلبي -
-سلا قلبي أما وجدَ التياعا
وهل نَسِيَ المودَّةَ والدُماعا
-تبدَّلَ بالوصالِ جفاءَ دهرٍ
وكان بالأمسِ لا يَرضى الصُّداعا
-فكيف غَدَوتَ يا قلبي قَسِيَّاً
وكيف نسيتَ مَن أهداكَ باعا
-أما كُنَّا إذا ما الليلُ يشكو
نُعانقُ سِحرَهُ حُبّاً يُذاعا
-فما غيَّرتَ؟هل خَدعٌ أتاكَ
أم الأيامُ خانَتكَ اتباعا
-رجعتَ اليومَ عن عهدٍ قديمٍ
تُبدِّلُ بالهوى صمتاً مُطاعا
-إذا سألوا:أما يُثنيكَ وجدٌ
أما تُذكي المودَّةَ واليراعا
-أما كُنّا إذا ما نادت رُبانا
نسيرُ ولا نُبالي مَن أضاعا
-أما عَشِقَت خُطانا ضَوءَ بَدرٍ
أما سَقت ليالينا اليفاعا
-فلا تُخفِ الدموعَ فإنَّ دمعي
حديثُ الروحِ إن غابَ الوداعا
-وإن جارَ الهوى يوماً علينا
فعُد بالذكرياتِ تَجِد شِفاعا
-سلا قلبي ولكن كيف يَسلو
وقد أضحى الهوى فيهِ ارتياعا
-إذا ما الليلُ أسدَلَ سِترَ حُزنٍ
تُناديني المواجعُ حيثُ شاعا
-وفي أنّاتُ صدري ألفُ لحنٍ
يُردَّدُ ذكرياتِكَ إذ تداعى
-أما قالوا الهوى نارٌ ووجدٌ
فكيف بَرِئتَ منهُ وكيف طاعا
-فلا تَحسَب بأنَّ البُعدَ سَهلٌ
فكم جرَّت لياليهِ الصُداعا
-سلوتَ ولكنَ الأشواقَ تبقى
إذا ناداكَ ماضٍ لن يُباعا
-إذا ناداكَ في الظلماءِ طيفٌ
يُجدِّدُ في فؤادِكَ ما تداعى
-فلا تُنكِر فقد أبلتكَ أيامٌ
تَركتَ بها المُنى شوقاً يُذاعا
-وكيف تقولُ:قد سَلَّيتُ قلبي
وفي الأعماقِ ذكراكَ التياعا
-أما أبصرتَ في الأُفُقِ اشتياقي
وفي الأهدابِ أسراراً تُذاعا
-رُويدَكَ لا تُغرِّر بي وصبري
فقد أضحى المُنى حُلماً وضاعا
-أيا قلبي أتعرفُ ما دهاني
ألم تُدرِك بقاياكَ اتِّباعا
-تركتَ الحُبَّ هل زالت رؤاهُ
وهل أغفى الهوى دهراً فضاعا
-أما كنتَ الذي يهفو ليحيا
فكيفَ غدوتَ لا ترجوا الصراعا
تُراكُ نسيتَ مَن أعطاكَ وُدّاً
وأضحى الوصلُ محضَ المستطاعا
-فلا تَغرُر بنفسكَ فالهوى لم
يزل فيكَ احتراقاً والتياعا
-سلوتَ ولكنَ الأشواقَ نارٌ
تُعيدُ العهدَ لا ترضى انقطاعا
-وإن جارَ الزمانُ فما جفاني
ولا قلبي لغيرِ هواهُ طاعا
-سأحيا في رؤى الذكرى شجوني
وأبكي ما مضى دمعاً يُراعا
-فيا ليتَ اللياليَ كانَ فيها
لقاءٌ يُنعشُ القلبَ المُداعا
-ولكن ما لأقداري يَدٌ في
وصالٍ قد يُرَدُّ لا يُباعا
-سأحفظُ وُدُّهُ عهداً جليلاً
وأُبقيهِ الوفاءَ لا يَتَداعا
صفوح صادق-فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق