السبت، 15 فبراير 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


(في عتمة الحافلة )
  سلسلة قصصية 
         بقلم:
  تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
        لحظة صيف
             -١- 

صعدت إلى الحافلة ومشيت حتى وصلت إلى مقعدي ووضعت حقيبتي الصغيرة في الرف العلوي ،وإتخذت موضعي ساندا ظهري على مقعدي المريح  إلى جانب النافذة متابعا حركة الداخلين وجلوسهم على مقاعدهم.
بينما كنت اتأمل تلك الوجوه وأقول في نفسي: "ياترى من سيكون رفيق السفر إلى جانبي ..أهو رجل ،أم طفل ،أم هي امرأة".
فلم أتوقع أبدا أن يكون الاحتمال الأخير ،لكنها كانت امرأة بامكانيات تفوق التصور ..امكانيات تفوق كل مارأيت من  امكانيات النساء والفتيات المسافرات إلى يومي هذا .
حيث الجمال الساحر الذي لايمكن مقاومة النفس من الهيام به،فهو يجبر المرء على  أن يدير عنقه وينظر رغما عنه.
الشعر الجميل المتماوج ،العينان الواسعتان ،البشرة البيضاء المثيرة للشهية والتي كان بياضها ناصعا كبياض الثلج ، الشفتان كحبتا الفريز. 
أما الثياب فكانت تزيدها إثارة ،الفستان القصير والذي يكشف عن كامل فخذيها ،والبلوزة البيضاء ..الحفر، والتي بالكاد تخفي نهديها.
جلست إلى جانبي ووضعت حقيبتها الصغيرة فوق ساقيها العاريتين، بالرغم من أني لم أنظر إليها نظرة مباشرة إلا أني عرفت بأنها نظرت إلي نظرة سريعة كاشفة بها وجهي وأدارت وجهها ثم عادت ونظرت إلي نظرة كاملة مطولة  وقالت :
-عفوا، هلا أريتني رقم تذكرتك؟
رفعت لها تذكرتي لترى رقمها ،وقلت:
-تفضلي آنسني؟
قالت :
-عفوا كنت معتقدة بأنه يوجد خطأ بين مقعدينا  ،خطأ بإختيار المقاعد؟
قلت ملاطفا وممازحا في الوقت نفسه عسى أن تكون البداية للتعارف:
-لكن لامشكلة آنستي  إن أنت رغبت باستبدال مقعدك بمقعدي هههههه فهي على أية حال ليست مقاعد سياسة؟
إبتسمت وقالت:
-لا ميرسي ؟
أما هي فلاحظت على الفور نظراتي المباشرة إلى شفتيها في كل مرة أنظر فيها إليها،والضمأ الشديد الذي كنت أشعر به.
فهي بلا شك تدرك كم هي لذيذة، فتشعر بثقة أكبر في نفسها خصوصا مع إفتتان كل رجل بها من الذين كانوا يمرون ،أو الذين كانوا يتعمدون المرور عدة مرات  للنظر إليها؛ويحسدونني على مقعدي.
فأدركت حينها لماذا يحارب ويضطهد وينكل ويستبد ويسفك الدماء كل من يمتلك مقعد للحفاظ عليه.
لم أنظر من النافذة كعادتي في كل مرة اسافر فيها ،فتظاهرت بأني أنظر أمامي بطريقة أحاول بها أن أبدو  طبيعيا ،لكني في الحقيقة كنت أبدو ممثلا فاشلا ،نظرت إلي ثانية وقالت:
-ممكن؟

             " وللقصة بقية "

تيسيرالمغاصبه 

ليست هناك تعليقات: