الوُقوفُ على الأطْلالِ
أُقَبِّلُ جِدْرانَ دارِ الحَبيبْ
وَأَحْكي لَها ماجَرى بينَنا
وَيَمْلَأُ فِكْرِيَ بالْذِكْرَياتْ
وَيَخْفُقُ قَلْبي لأوْجاعِنا
تَجودُ عُيوني بِدَمْعٍ سَخينْ
لِما شاهَدَتْ مِنْ فِعالِ الفَنا
كأنَّ يَداً مِنْ وَراءِ الزَّمانْ
تُداعِبُ بالصَّمْتِ أحْزانَنا
مُطَرَّزَةً بِهُموم الحياةْ
بَرَتْها الدُهورُ تُمَدُّ لَنا
كَأنّي بِها بَعْدَ طول انتِظارْ
تُريدُ الرُجوعَ إلى أمْسِنا
يَعودُ مَتى الدِهْرُ عَنْ غَيِّهِ
فَيَرْجِعُ لِلْأمْسِ فَوْراً بِنا
وَتَصْبَحُ قَصْراً مَشيدِ البِناءْ
عَلى غَفْلةٍ تِلْكَ أطْلالُنا
تُبدِّلُِ دُونَ عَناءٍ كَبيرْ
إلى أحْسَنِ الْحالِ أحْوالَنا
أُقَبِّلُ جُدرانَ دارِ الحَبيبْ
لأنَّ الحبيبَ مَضى مِنْ هُنا
أمرِّغُ خَدِّي بِحيطانِها
لَعَلّي أعيدُ بهاءَ السَنا
وَ لكِنَّ أطلالَها في سُباتْ
فلا تَفْهَمُ الدارُ ما عِنْدَنا
فَما عِنْدَ تِلْكَ الطُلولِ لِسانْ
وَما عِنْدَها مِنْ جَوابٍ لَنا
ولكِنَّهُ شوقُ قلبي الحزينْ
لأهْلِ الدِّيارِ وأحْبابِنا
عَسى يَبْرُدُ الوَجْدُ عندَ الوُقوفْ
وأخَدَعُ قَلْبي بِنَيْلِ المُنى
بقلمي
عباس كاطع حسون / العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق