الخميس، 6 فبراير 2025

نص نثري تحت عنوان{{على بِسَاط القمر مدينة}} بقلم الكاتب المصري القدير الأستاذ{{علاء فتحي همام}}


على بِسَاط القمر مدينة / في ليالي الربيع حيث الهدوء  والنسيم العليل يُعانق  ألوان الطبيعة ولها  يَميل والقمر  يَسطع  نوره  في 
ليالي اكتمال بدره وظهوره وعلى  بِسَاطه  مدينة  تتلألأ  أنوارها ببريق أقدارها وكأنها بنيت بإتقان ليس فيه خلل مُبرّأة من الذّلل  وأبوابها منقوش عليها بإتقان  كل ما  مر  بها  من  تقلبات  الزمان وما مر  بها من أحداث سيئها وجميلها حتى  أنه يَوماً طرق  على باب القمر مُشتري لهذه المدينة يريدها عارضاً عليه ما يَمتلك من ثروات ومِن أطهر خِصال الذات وهي حُسن الخُلق وصفاء النفس وطيب اللسان وصدق القول وعدالةالمطلب فأجابه القمروألأنوار  تُشع منه وتنهمر لو أني أخذت منك ثروتك ونلت عَطيتك من تلك المدينة ماذا ستفعل  بها  وقد ذهبت  سِمات  عِزتك  بعد  فُقدانك لعظيم ثروتك  وظهور  عُيوبك  وعتمتك وما  زال  المُشتري على إلحاحه حتى أعطاه القمر ما كان يَهواه وما تَمناه فإذا به يَفقد ما أنعم  عليه الإله من عظيم عَطاياه فقد  تحول  حُسن الخُلق  لديه إلى  أسوء  الأخلاق  والنفس  الصافية   أصبحت   نفس  ضبابية 
وعُُذوبة  اللِسان  ذهب  ريحها وأقبل فظّها  فأصبح طويل الِلسان ضَعيف البيان  وإذا بصدق القول  لديه صار كذب بَيّن  ظاهر  بين عينيه وإذا بعدالة المطلب  يَختل  ميزانها  وتحترق  أوزانها  فلقد أفتقد أغلى ما  أتاه الإله والحزن والسوء أرداه والمدينة تهتز  من سوء ما يُحاك بها فلربما أصبحت على انقضاها وهي تصرخ طالبة العون وهي تنظر كطفل فقد  أمه  في  شارع مُزدحم بالمارة وهو ينظر إلى كل من يُشابهها من أقرانها فلا يَجد إلا سراباً حتى إنفض الزحام ووجد الطفل  نفسه  بلا زحام حوله ولا يَقوى على فعل أي  شيء   فهو   ينتظر  والمدينة   تنتظر   مثله   فالأول  يَنتظر   أُمه والثانية تنتظر  بانيها  ،،

كلمات وبقلم /  علاء فتحي همام  ،، 

ليست هناك تعليقات: