الخميس، 20 فبراير 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


(في عتمة الحافلة )
   سلسلة قصصية 
         بقلم:
   تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
          لحظة صيف 
               -٣-

فطلبت منها النهوض عن المقعد والوقوف أمامها في الممر،وعندما فعلت قامت بتفتيشها بشكل دقيق ومبالغ فيه،ومن ثم طلبت حقيبتها وقامت بنبشها ،وعندما لم تجد فيها أي شيء أعادتها إليها ، فنظرت إليها بخيبة أمل ثم طلبت منها العودة إلى مكانها لكي تتمكن من المرور ومتابعة التفتيش.
 جلست المرأة في مكانها بينما تابعت الشرطية عملها.
بعد أن إنتهيا من مهامهما نزلا من الحافلة ،وإنطلقت الحافلة من جديد متابعة طريقها.
إقتربت المرأة مني ثانية كما فعلت في المرة  السابقة،إبتسمت إبتسامة مثيرة ،ثم رفعت الستارة متظاهرة بإنها تريد مراقبة الطريق لتسحرني من جديد بكل ماتمتلك من مفاتن .
وبنفس اللحظة وضعت يدها في جيب جاكيتي لأخذ الكيس ،لكني عاجلتها قبل أن تخرج يدها من جيبي ووضعت يدي فوق يدها قابضا عليها.
شعرت بالارتباك، ونظرت إلي مستفسرة،ثم تركت الكيس وقامت بإخراج يدها وهي لاتزال تنظر في عيني بريبة هذه المرة،وقد أدهشتني صورة المرأة الرقيقة التي ظهرت فجأة، ثم أخرجت الكيس من جيب جاكيتي وقلت لها  بحنو ممزوج بعتاب :
-تفضلي؟
أما هي فإبتسمت بحرج ممزوج بالذكاء وقوة الشخصية "ودهشت لهذا التلون السريع!!" وقالت:
-أنا أسفة ..شكرا لك .
عندما مرت بنا المضيفة لأخذ حساب الطلبات، سألتها إحدى النساء المسافرات عن سبب تلك الإجراءات، أجابت المضيفة:
-يوجد امرأة مسافرة على متن حافلات شركتنا تقوم بتهريب مجوهرات ،وقد يكون معها  شيئا آخر،اللهم إحفظنا؟
هنا نظرت المرأة إلي مرتبكة من جديد ،فقمت بتأمل ذلك الجمال والرقة ومايخفيان وراؤهما من جبروت وقوة ،وفي الوقت نفسه تساءلت ؛ياترى هل من العدل أن يتعرض ذلك الجمال للعنف ،أو أن يكون وراء القضبان!!
 لكني هزيت رأسي أسفا .
وعندما وصلت الحافلة إلى مقر شركتها في العقبة، نزل الجميع منها، 
ونظرت المرأة إلي نظرة فهمت معناها  بسرعة ،لقد كانت تطلب مني اللحاق بها،ثم إستدارت خارجة من ساحة الحافلات ووقفت أمام مقعد تحت شجرة تسدل أغصانها كالستائر ،ذهبت إليها وكانت منهمكة بتمرير قلم أشبه بقلم الروج على شفتيها يمنحهما نقاط بيضاء هي أقرب إلى التراب فزادت من فتنتها ،وعندما وقفت أمامها طلبت مني الدخول إليها تحت الستارة التي منحتنا إياها الطبيعة، دخلت جلست هي ثم طلبت مني الجلوس إلى جانبها، جلست ،وقبل أن أتكلم بادرتني قائلة:
-أنا آسفة على ماحدث ،لقد كنت مضطرة إلى ذلك ،ووجدت فيك الرجل المثالي ،الشهم في تلك الظروف؟
-لكن كان من الممكن أن تتسببي لي بمضرة آنستي.
ردت وهي ترفع ركبتها العارية إلى حجري لتدفعني بها بلطف إلى الوراء:
-أنا أعتذر ثانية ،وأعتقد أن رجل برقيك وتحضرك ووسامتك ينبغي عليه قبول اعتذار امرأة؟
قلت وأنا لاأزال معاتبا بينما كانت تقترب مني أكثر :
-خصوصا إن كانت جميلة جدا أليس كذلك؟
إبتسمت ثم إقتربت مني حاضنة وجهي بكفيها الرقيقتين وأطبقت بشفتيها على فمي بقبلة طويلة كما وإننا عشاق إلتقينا بعد فراق طويل، وقد نفثت رحيقها في فمي ليسري الخدر في كامل جسدي .
بعد ذلك قالت هامسة برقة وقوة شخصية مدهشة:
-لن أعطيك أكثر من ذلك ياعزيزي؟
قلت كما وإني أستسلم لطبيب التخدير وأنا  لاأزال منتشيا وغير مصدق ماحدث وما يحدث لي :
-هذا يكف..ي آآنستي.....؟
لكني بدأت أشعر بالارتعاش الذي تسبب لي بالقلق الشديد وأنا أراها  تستدير مغادرة بينما كنت أرى كعب حذائها وساقيها العارتين وهي تبتعد وتصعد في مركبة قبل أن يرتمي رأسي إلى الوراء لأذهب في غيبوبة. 

             " إنتهت القصة "
             وإلى قصة أخرى 

تيسيرالمغاصبه 

ليست هناك تعليقات: