الأربعاء، 5 فبراير 2025

قصيدة تحت عنوان{{رثاء}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{عائشة_ساكري}}




**رثاء**

دثِّريني من صقيع البرد واحتويني،
لا تَدَعي الحنين يعصف بي 
ولا الغياب يسرق ما تبقّى من أنفاسي.
يا منية الروح، لا تغوصي في أوجاعي، ولا تسأليني،
فقد أفردتُ أشرعتي، وأذِنتْ ساعة الرحيل...

لا تسأليني لماذا مزّقتُ عني وشاح الهوى،
وأغرقتُ بيدي السفينة،
فلا ريحٌ تعيدني ولا ميناء ينتظرني.
لا تسأليني بعد اليوم عن دفءٍ،
فقد مات النبض في عروقي،
واحتبس الصهيلُ، 
ولم يبقَ إلا الصمتُ يؤنس وحشتي.

قد أمطرتِ فوق جبيني شوكًا،
وغَرستِ في أضلعي سهمًا،
فأرديتني بين يديْكِ قتيلًا ،
أحمل جراحًا لا تندمل، وذكرى لا تموت.

دثِّريني من صقيع البرد واحتويني،
فالرحيل بات قدري، والطريق يناديني...
إنّي لراحلٌ لجنان الخلد،
فاذكريني حين يورق الشوق،
واذكريني حين يهطل المطر،
واذكريني كلما همس النسيم باسمي،
فربما تأتي الأحلامُ يومًا،
فتلملمُ بقاياي من بين ركام النسيان...
فاذكريني.
 
 عائشة_ساكري من_تونس 🇹🇳

4 فيفري  2023 

ليست هناك تعليقات: