السبت، 8 فبراير 2025

نص نثري تحت عنوان{{سوق العفن تحت ظلال الخيانة}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


"سوق العفن تحت ظلال الخيانة"

في سوق الغرائب
حيث الأرواح تتكدّس
على رفوف الصمت المتهالك،
والعفن يزهر بين
الأصابع المتراخية،
 حيث البائع بلا وجه
والمشتري بلا قلب
يتبادلون الأنفاس المتعطشة للدمار
ويبسطون الحلم
كسجادة لا روح فيها،
ينخرها الخذلان.

يُرقّعون الثقوب
بكلمات جوفاء،
يُلمعون الخيانة
كأنها حقيقة،
ويرفعونها كراية نصر.

العيون زجاج
لا تميّز النور من العتمة،
ولا الزيف من الحقيقة المسمومة
الأيدي تتخبط،
تسابق الريح لشراء الفراغ
كمن يركض خلف سراب غادر.

في هذا السوق المظلم
كل شيء له ثمن:
العفن الذي يغلفه الوهم،
العدم الذي يرتدي ثوب الوجود
والصمت المطبق منتشيًا.

من يشتري الفساد؟
ويجمع حطام الأرواح
في جرارٍ مثقوبة؟
يَنسجُ من الظلال
أثوابًا للضوء؟
يغزل من الموت حياة؟
ومن الواقع أغلالًا؟

هم هناك 
حيث كل شيء يفسد
إلا الأمل
الذي يظل خالداً كالنشيد الاخير.

بقلم دنيا محمد 

ليست هناك تعليقات: